خالد بن علي- كاتب وإعلامي
#تشاد
جاءت رواية قارب يلاحق مرساه للكاتب روزي جدي في زمن يشهد بداية انتشار الأدب السردي العربي في تشاد، رغم وجود أعمال سابقة لكتاب في الداخل والمهجر إلا أن عمر الرواية العربية قصير في تشاد ولا زال الانتاج ضئيل مقارنة بالدول المحيطة بنا.
جدي روزي في روايته الأخيرة تحدث عن الفجوة الحاصلة بين المجتمع الجنوبي والشمالي، فحين تقرأ شخصية توتولا ابن الجنوب ومجتمع قريته وأقربائه في حي دمبي، وحين تقرأ وصفه لسكان شمال تشاد وأحياء الشماليين في العاصمة (دقيل نموذجا)، تجد نفسك بين بلدين مختلفين، فتوتولا عندما حضر إلى العاصمة وعمل خادما في بيت عثمان ديوب كان مغتربا بمعنى الكلمة.
أبحر روزي جدي عبر نهر شاري إلى قرى الجنوب وسلط الضوء على الإنسان القروي المتقوقع هناك، والذي ما زال يعيش حياة بدائية بسيطة، بساطة الأسلوب وبساطة الأحلام، قرى تعيش في ظلام دامس وأفراد بعيدون عن الهاتف والسيارة والكهرباء، الطبيعة كما خلقها الله.
لا يكتمل الحديث عن تشاد والتشادي وظروفه دون التطرق للمؤسسة العسكرية التي تحكم البلاد والعباد منذ خمسة عقود، فتوتولا المسكين تعرض لمؤامرة من امرأة العزيز التي قدمت رشوة للشرطة ويعتقلوه ليمكث في السجن بضع أيام، وفي السجن وجد توتولا الفرصة ليعرف وطنه أكثر فقد ذابت الفوارق الاجتماعية وتحدث إلى الجميع وسمع عن الصحراء وعن أسطورة الساو والتقلبات السياسية والعسكرية في البلاد، توتولا سافر ورأى العجائب.
تعتبر رواية قارب يلاحق مرساه رواية تشادية بامتياز حيث تناول وضع الإنسان التشادي بشتى جوانبه، وتناول نفوذ الجالية السنغالية المستوطنة في البلاد وتأثيرهم على الحياة العامة، كما تميز بتوثيق أحداث فاصلة قديمة ومعاصرة من صفحات الوطن.
رائع جدا يالنشمي
جميل ماخطه قلمك ✍🏾🦋