خالد بن علي- كاتب وإعلامي
#تشاد
ضيف بلا ميعاد ولا استقبال، يجيء في كل الأحوال ولا يعود حتى ينكد الجو وينشر السواد، يترك خلفه عويل النساء وشرود الرجال وصدمة الأطفال.
موت قد يحل في العيد ليميت كل الأعياد من بعده، موت متجدد يأخذ عزيزا ويتجدد حزنه مع كل(إنا لله وإليه راجعون).
هو الفصل الأخير في حياة الدنيا، ليتحول صاحب الاسم والصولات والجولات والشهرة والأضواء إلى مجرد جنازة، ينهي الكبرياء ويضع حدا للآمال، ينتهي كل شيء بلمح البصر.
نجى منه المحارب في أشد المعارك، ولم تنجو العروس المصونة.
بالموت يفجع الناس ويعتبرون لساعات فيعودن للغفلة، مات حاكم وعرف الناس أن الملك لله والحاكم عبد ضعيف، ثم الخضوع لحاكم آخر بالتذلل والخنوع.
مات مؤثر لينقسم الناس في مصيره، إلى الجنة أم النار؟ نترحم أم نلعن؟
إنها روح بشرية تستحق الحزن، ومصيرها بيد خالقها، فالموت واعظ وأيما واعظ.
رغم جبروت الموت إلا أن من الناس من خلف كتابا ومدرسة وبئرا وابنا صالحا واختراعا عظيما، فمات وبقيت مكارمه.
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم* وعاش قوم وهم في الناس أموات.
وما كثير من الأحياء إلى أجساد هاملة، لا تجدد ولا تشعر ولا تتغير، موت مسبق نابع من ضعف الهمة أو اليأس أو غياب الهدف، فحياة بلا هدف يوصل إلى جدار فولاذي مانع من كل تقدم.