إبراهيم عبدالكريم- شاعر
#تشاد
آت يجر همومه
وخطاه
ونوائب الأحزان
تلجم فاه
آت من المنفى
إلى المنفى الذي في جبه
رب القصيد دعاه
يمشي ويبعده النوى
من أرضه في دربه
لا مؤنسا يلقاه
في مقلتيه براءة محفوظة
وبريق بسمته الشجي غطاه
هو سندباد العشق
يحمل نايه
أسفاً يفتش في الظلام هواه
قالت له:
عرافة جنية
والليل أسدل ستره ودجاه
من أنت؟
كيف نزلت في أوكارنا؟
وتركت داءك يسترد قواه؟
فأجاب:
إني آدمي عاشق
لعب الغرام بقلبه ورماه
في داخلي قمر تفتق حبه
قد كنت من قبل الهوى أهواه
كون من الأحلام
يؤنسني إذا
ما النوم كحّل مقلتي
بدجاه
ويمر بي
في الليل ألف منجِّمٍ
لم يستطع تفسير ما ألقاه
قولي لكل العاشقين
بأنني:
ملك الهوى وصديقه وفتاه
لا تسألي،
فالحب يعرف من أنا
مذ كان طفلا أضلعي مأواه
قالت:
أترحل هكذا من دون أن
تجد السبيل وتهتدي بهداه
فالآن،
لا شرقا ولا غربا ولا
وجه الشمال ولا الجنوب تراه
هذي الجهات
لقد تعامد بعدها
والكون لملم أرضه وسماه
لم يبق فيه
سوى الغرام فسر له
تلقى به كأس الهنا ورضاه
وانزل ببيت العاشقين
وطف به سبعا
لتأمن مكر من تخشاه
لا تمش إلا محرما وملبيا
فبه المحب
ينال كل مناه
سر نحو طيبتنا
التي يثوي بها
قبر الملوح كي تشم ثراه
فمضى كعصفور
يحن لوكره
فرحا تلألأ بالسنا شفتاه
هو ذلك النبل المقيم
بداخلي
سرد القصيد وأنملي غناه.
من ديوان: حدس النبوءة
إصدارات دار مسو+ مكتبة الأسرة العربية