رسالة إلى أبي في خلده الأبدي
ابتهال أزهري- كاتبة وأخصائية اجتماعية
#السودان
في خلدك الأبدي نم مطمئناً يا أبي، إني رأيت نبوءة مثواك، عندما تخطو قدماي نحو قبرك ثم أجد طريق العودة كله أطفال يداعبوني بشقاوتهم وأقول ربما أرسلهم والدي.
تتلاشى وحشة الفراق وتهدأ أمواج الأسى، فأنت لست بعيداً، إني رأيت نبوءة مثواك في وجهك الحبيب يضيء بأشرق الضحى وأمجاد الخلود ساعة موتك، إني رأيت نبوءة مثواك كنت أظنك أباً لستة أطفال فقط! إني رأيت نبوءة مثواك يوم أن نسوا حال البلاد وأتوا من كل حدب وصوب، كانوا قبل ذلك يتوجسون الخطى خارج منازلهم بأمدرمان .
أنت الآن في مكان آمن، حيث لا ألم ولا مرض، وحيث تعيش في سلام دائم.
أحلامك تحققت وآلامك تلاشت، ووجهك الحبيب يضيء بأشرق الضحى وأمجاد الخلود متناول خاتمته المنشودة، وإني أشهد بحب رسول الموت لك وهو يقبض روحك كأنك الطفل في خلده شيئاً فشيئا يخلد.
أدعو لك بالرضوان والرحمة الأبدية، وليكن مثواك روضةً من رياض الجنة، إلى أن نلتقي ونكمل الغناء هناك، لا صوت للحن لي سيسكت، كنت أدعوك(حبيب قلبي) وتعلم أني لا أحب بعيني ولا قلبي، روحي وما علق بها، سماه الفؤاد حبيب، يا حبيب قلبي وداعاً وسأكمل ما تحب من أغاني نيابة عنك.
طيب الله مثواك، وطيب الله محياي دونك، والحمد لله رب العالمين الذي أكرمك حياً وميتاً، وأكرمني بأنك أبي.