تحت شمس صفراء تلامس الأفق، وقف يرقب الغروب كمن ينتظر خلاصًا لا يأتي، المشهد هادئٌ في ظاهره، لكن تعج في داخله العواصف، تطارده غربته في وطن ترعرع فيه كظل لا يفارقه، وتجتاحه أحلام الهجرة، حلم يراه بعيدًا لكنه يرفض أن يتخلى عنه، خطواته بطيئة، مثقلة بالهموم، لكنها ثابتة، كأنها تعاند واقعه بكل ما فيه من قسوة.
هنا، الحياة معركة لا تنتهي، الساسة باعوا كل شيء؛ الكرامة، الوطن، وأحلام البسطاء، لينغمسوا في ترف السلطة وشهوة المال، يقتنون السيارات الفاخرة، بينما الفقراء يقاومون الجوع والمرض، في كل ناحيةٍ من هذه البلاد، تترصد الأوبئة، والموت يتسلل كضيف مألوف.
حتى الفصول هنا تحارب سكانها؛ الخريف يجلب الفيضانات والملاريا، والصيف يسرق الكهرباء ويغرق الجميع في الظلام والسخانة، السنوات تمضي، لكنها لا تحمل جديدًا سوى خيبة متكررة.
الثورات هنا ليست سوى حلقات ألم متصلة، فقد الناس فيها أغلى ما يملكون، ولكن التغيير ظل حلمًا عالقًا في غياهب المستحيل، في تشاد، الحياة ليست سوى اختبار مستمر للصبر، حيث الأمل يتآكل شيئًا فشيئًا، لكن القلب لا يزال ينبض بالرغبة في الخلاص.