الحرب لم تكن حلا لأي مشكلة وليست نتيجة سعيدة لأي عقدة سياسية، و إن إفريقيا قد ذاقت مرارة الحرب و سمومها ممّا أفشى في مجتمعاتها كثيراً من مشاكلها الحاضرة، لكن إفريقيا تعلمت من تاريخها، واستفادت من أخطائها!
إذا لم تكن أنفُس المواطنين والسكان لها أفضلية أحرى من المطامع الشخصية و أحقية أغلى من المصالح السياسية، فلا حاجة من وجود ساسة يديرون شؤون البلاد، وإن السودانيين أهم من هذا الشجار الغبي وهذه الحروب الحمقاء.
إننا لن نتطاول سنين و قروناً على أسباب حروب السودان المتوالية، و اتهام الفرق السياسية ثم على إثر ذلك نتضامن معها محايديين أو مخالفين، فالأمر ليس هنالك أيضا، لأن الشعب السوداني يُقتل كل يوم، و يشرّد من أراضيه كل ساعة، هذا الشعب الكريم منذ استقلاله عن براثن الاستعمار المتوحش لم يذق قسطا سائغا من الهناء الوطني ولا استنشق ريحا نقيا من الاستقرار السياسي.
فالسودان انتقل من حرب أهلية، و تشتتٍ شعبي ما انتهى بتقسيم السودان و انشقاقها شطرين، إلى حروب شخصية لأشخاص طماعين مدّعين لكل أنواع الوطنية، ألمصلحة أشخاص يقتل شعب بأكمله؟ هذا ممّا لا يبرّر.
وممّا يؤلمني أكثر هو استعمال هذه الحروب الدامية في السودان و استغلالها من قبل الدول الأوروبية المتقدمة كأمريكا و روسيا غرضا في التسلط على ثرواتها الطبيعية، و سيرا وراء السيطرة على منابع قواتها الأرضية، هل الشعب السوداني لا يستحق هذه الثروات التي هي من حقها الشخصي؟
شاهدت فيديو وثائقيا طويلا عن تاريخ السودان و أسباب وجود الحروب المتعددة بأرضه، و الأسباب ملخصةً لا تخرج عن ثلاثة: سوء الإدارة وعدم كفاءة الساسة، انغماس التعصب العرقي والديني بين صفوف المجتمع، و أخيرا طمع رجال السياسة اللا منتهي واللا معقول، الذين همهم الوحيد في السياسة هو البحث عن الغنى والثراء، و يشمل رجال السياسة العسكريين و الضباط الذين انتهوا “بقدر الله”سياسيين و حكّاما،
وأنتهي بالقول إن السودان و السودانيين كفاه وكفاهم هذا القدر من القتل والتشريد من أبنائه و أبنائهم، و أنه مهما شنت بين القيادات الحرب نيرانها، فقد حان أن تضع الحرب أوزارها:
قلبي جريح
و حزني لا
حدود له
إفريقيا
زلزلت بأرض
سودان.
بقلم/ يانكيني عمر