إلَى ضَفَّةِ الأَحْلاَمِ
يَعْدُو وَيَذْهَبُ
وَمِنْ مَنْطِقِ الْحَلاَّجِ شِعْرًا يُرَتِّبُ
فَيَقْطِفُ مِنْ أَزْهَارِ لُبِّهِ
لِكَيْ يُسَطِّرَ مِلْءَ الْخَيَالِ…فَيُلْهِبُ
يُحَرِّكُ كُلَّ حَرْفٍ بَعْدَ سُكُونِهَا
وَيَنْسُجُ مُوسِيقَاهُ
حِينَ يُرَكِّبُ
وَيَسْقِي عَلَى الْقِيثَارِ مَزْرَعَ حُلْمِهِ
فيُنبِتُ قَمْحَ الَّلاشُعُورٍ وَيُعْشِبُ
وَيُحْيِي عِظَامَ الشِّعْرِ…مِنْ بَعْدِ رِمَّةٍ
فَيَرْفَعُ تِمْثَالَ الْمَعَانِي وَ يَنْصِبُ
يُحَزْرِقُ اْلأَلْفَاظَ فِي زِقِّ رَأْيِهِ
يُغَنٍّي بِهَا – عِنْدَ اشْتِيَاقٍ – وَيَطْرَبُ
فَتًى يَرْتَوِي مِنْ غَيْمَةِ اللُّطْفِ رَشْفَةً
وَيَرْسُمُ رَمْزًا مِنْ بَدِيعٍ وَيَهْدِبُ
هُوَ الآَنَ خَلْفَ الشَّرْقِ
يَحمل خِرْقَةً
لِيُشْعِلَ قِنْدِيلاً إِذَا اللَّيْلُ يَقْرُبُ
وَفِي غُرْبَةِ النَّجْوَى… سَأَلْتُ غَزَالَةً
هَلْ يَأْلَمُ العُشَّاقُ… حِينَ يُعَذَّبُ ؟
فَأَيُّ حُرُوفٍ لَمْ تَحُزْهَا قَرِيحَتِي ؟
وَأَيُّ كَلاَمٍ فَوْقَ مَا قَالَ لِي أَبُ ؟
وحَقُّ جَوَابٍ لِلسُّؤَالِ لِيَسْأَلاَ
إِذَا لم يَسَلْ…
ذَاكَ الْجَوَابُ سَيَخْطُبُ
فَلِي رُؤْيَةٌ
تَفْتَاتُ وَرْدَ الْكِنَايَةِ
وَلِي قَلَمٌ بَيْنَ الْمَجَازَاتِ… يَكْتُبُ
أَنَا وَاقِفٌ خَلْفَ الْغِيَابِ
فَهَاهُنَا… أُفَلْسِفُ
وَمِنْ ذَاكَ الْمَكَان… أُهَذِّبُ
فَأَجْمَعْتُ أَوْتَارِي فَمَنْ لِي… مُسَاعِدًا
فَمَنْ لِي… إِلَى حَيْثُ الْكَرَامَاتِ
…تَغْرُبُ
وَلِي لَوْحَةُ الْمَحْفُوظِ
تَرْسُمُ قِصَّتِي
لِيَدَّكِرَ التَّأرِيخُ مَا كُنْتُ أَكْتُبُ
وَفِي الْمَوسِمِ الآَتِي…
سَتَرْسُو سَفِينَتِي
إِلَى سِدْرَةِ الْقُدْسِيِّ
…وَهْيَ تُرَحَّبُ
وَفِي الْمَوْعِدِ الآَتِي سَتَرْثِي قَصِيدَتِي
بِدَمْعٍ عَلَى الْغِيتَارِ يُرْخِي وَ يُجْذِبُ
وَفِي الْمَوْسِمِ الآَتِي
سَيُخْرِجُ (صَالِحٌ)
بَعِيرًا… فَلاَ عَاصٍ بِهِ يَتَقَرَّبُ
وَفِي الْمَوْعِدِ الآَتِي
يُهَدِّدُ ( سَانْكَرَا )
فَرَاعِينَ أُورُوبَا بِرَعْدٍ يُرَعِّبُ
وَقَبْلَ مَوَاعِيدٍ
بَنَيْتُ مَدِينَةً
يَرُوحُ إِلَيْهَا الشِّعْرُ ـ شَوْقًا ـ وَكَوْكَبُ
بقلم/ سنغاري أبوبكر