وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا
عام عشرين و ألفين، وفي ذروة موجة فيروس كورونا، كانت الإصابات في تزايد و لم يكتشف اللقاح بعد.
كنا في جلسة سمر سألني أحد الأصدقاء عن أشياء تزيد من مناعة الجسم و أخرى تُضعِفها فكانت إجابتي كالتالي:-
1- أفضل صديق لجهاز المناعة هو فيتامين C كل الفيتامينات ضرورية لكن فيتامين C هو الأهم لتقوية جهاز المناعة، و نجده في هذه المأكولات على سبيل المثال لا الحصر، الحمضيات من ليمون و برتقال و كذلك الطماطم و الخضراوات الورقية.
2- جهاز المناعة يحب الأوكسجين و الخلايا المناعية تتقوى بالأوكسجين فهو الوقود المقوي لها.
3- شرب السوائل بكثرة و ممارسة التمارين الرياضية لتنشيط الدورة الدموية.
الفيروس عندما يدخل داخل الحلق يقوم بتجفيف الحلق و هذا الجفاف الناتج يحول من وصول الخلايا المناعية للرئتين، لكن عندما نشرب كميات كبيرة من الماء ندخل الفيروس إلى المعدة بدلاً من القصبات الهوائية و بذلك يموت داخل المعدة بفعل العصارات الهضمية.
قاطعني متسائلًا عن أشياء تُضعِف جهاز المناعة:-
1- التدخين هو عدو جهاز المناعة لأنه يقلل من الأوكسجين للخلايا.
2- الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، السكري و السرطان لأنه يشغل جهاز المناعة عن محاربة الفيروس و يشكل أكثر من جبهة قتال.
3- الوزن الزائد أو السُمنة المفرطة تضعف جهاز المناعة، مثل انتشار جيش بسيط على رقعة جغرافية واسعة.
4- الدورة الدموية الضعيفة و اللزجة تضعف من حركة خلايا المناعة المتجهة نحو أرض المعركة، و لتفادي هذه المعضلة يجب ممارسة التمارين الرياضية و شرب كميات كبيرة من السوائل لسيولة الدم.
5- الحالة النفسية للمريض: التوتر و الخوف هما من أخطر أعداء جهاز المناعة، كأنك تخنق جهازك المناعي و تقدمه فريسة سهلة للفيروس.
عند دخول الفيروس للرئتين يشتكي الجسم، و إذا اشتكى الجسم تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى( ارتفاع درجة الحرارة و زيادة ضربات القلب يعني ضخ الدم بصورة سريعة إلى كافة أنحاء الجسم و يصبح الجهاز الدوري كطُرُق سريعة Highways لنقل خلايا المناعة للمنطقة المصابة).
عندما ذكرت نقطة الحالة النفسية الممتازة من ابتهاج و تفاؤل و إدخال السرور لكل من تقابله قاطعني متسائلاً و ما علاقة الحالة النفسية بالمرض؟
لقد حث الشرع المطهر الناس على انتقاء الألفاظ الطيبة التي تدخل السرور على الناس في عدة مواطن فقال الله ﷻ 🙁 وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة: من الآية83).
و قال الرسول ﷺ:”الدين المعاملة”.
وكما قال المولى عز وجل: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾ [الحج: 24].
و قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ﴾ [إبراهيم: 24-26].
الكلمة الطيبة تتفاعل معها خلايا أجسادنا، كيف ذلك؟ أتذّكُر كم مرة ذهبت لزيارة مريض ووضعت كفك على جبهته لترقيه الرقية الشرعية، ربما المريض لا يكاد يسمع تمتمات شفتيك، كذلك مرضى الغيبوبة ينصح الأطباء المرافقين لهم أن يتحدثوا إليهم بكلمات إجابية و ذكريات سعيدة عاشوها من قبل، كما أن توجد مهمة إضافية لطبيب التخدير خلاف حقن المريض بحقنة مخدر و متابعة العلامات الحيوية أن يتحدث للمريض في أذنه أثناء إجراء العملية بكلمات إيجابية مثل (( استأصلنا الورم الخبيث و كل الأمور على ما يرام، سوف تشفى و تعود إلى طبيعتك قريبًا و ما شابه ذلك من الكلمات الإيجابية)) و المريض في حالة تخدير كامل.
كذلك صاحب الروح المتفائلة يمتلك بَشَرة أكثر نضارة و شبابًا من نظرائهم البؤساء، و نسبة إصابتهم بنوبات القلب و الضغط و السكر أقل.
خلاصة القول إن الكلمة الطيبة ليست لرسم الابتسامة على الشفاه فحسب، بل تشفي مريض و تكسب عدو و تهدي عاصٍ، كما قال ﷻ ﴿اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) ﴾. سورة طه
من الأهمية بمكان أن نتخير ألفاظنا كما نتخير أطايب الطعام.
بقلم/️ مكـــرم مـــوسى