أيَا حبة القلب، إنّكِ لَغاليةٌ نفيسة، لا يليق بكِ أن تمنحي قلبكِ لمن هبّ ودبّ، فلا تكوني كمن يبعثر اللؤلؤ في الطرقات؛ إنّ المشاعر أمانة، فلا تُلقي بها لكل عابر سبيل، ولا تُسلمي زمام قلبكِ لكل من أتى، فإذا لامسَ لطفُ الكلماتِ مسامعكِ، وتمتمتِ المشاعرُ في خفقاتِ قلبكِ، فلا تستسلمي وتظني أنّه محبوبُ القلبِ المنشود.
احذري يا ذاتَ الحياءِ والعفافِ، فلا تُكثري من مزاحٍ قد يخدشُ الحياءَ، ولا تُليني جانبًا لمن لا يستحق؛ كوني كالحصنِ المنيعِ، شامخةً قويةً، فلا سبيلَ لأحدٍ أن يخترقَ حدودَ كرامتكِ وعزتكِ، فأنتِ كالزجاجِ الشفافِ، إن كُسرَ صَعُبَ جبرُه؛ فحافظي على نقائكِ وصفائكِ، واجعلي من نفسكِ كنزًا ثمينًا يبحثُ عنه الشرفاءُ، الذينَ يطلبونَ زوجةً صالحةً، تُربي الأجيالَ، وتكونُ أمينةً على بيوتهم، وحافظةً لأسرارهم؛ فلا تُضيعي قيمتكِ، ولا تُفرطي في كنوزِ روحكِ، فجمالُكِ الحقيقيُ في صونِ نفسكِ وحفظِ كرامتكِ.
الإسلامَ وصفكِ بالقَارورة وما أجمله مِن وصف.
تمسكِي بدينك يا قَارورة وصُونِي نفسكِ فَلنَ تجدّي الحُرية والكَرامة إلا بطاعةِ الله سُبحانه وتعالى، غير هذَا أنتِ مُجرد لُعبة فِي أيدي مُوظفِي إبليس، وسَجينة مُكبلة لهواكِ وشهواتكِ بذل وصغار.
بقلم/ فاطمة أبكر عبد الرحمن نور