مسعدة اليامي- كاتبة سعودية
فوضى الحواس
لن أتحدث عن تلك الرائعة الأدبية للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، إنما سوف أتحدث عن الفوضى التي تستنسخ عن المرأة من قبل الأدب العربي و كذلك الطقوس الشعبية التي لا تتوانى في أن توجه إشارات الاتهام إليها، كون ذلك أصبح عرفا متعارفا عليه، بل مشكلة العصر التي لا يختلف عليها اثنان، والمشكلة العظمى أنها تتمتع بحالة من التناسل كأنها فيروس قابل الاستنساخ مع كل جيل.
فلماذا أم الزوج و الزوجة لازالتا محط النظرة الشريرة في الأعمال الدرامية العربية و على أرض الواقع.
لماذا نتعايش معهن على أن تلك طبيعة توارثهن أو اكتسبهن و على أثر ذلك ما أن يحدث خلاف بين الزوج و زوجته حتى تتهم أم الزوجة أو أم الزوج وإن كانت هناك حالات مع الأسف موجودة، لماذا نعيش تحت مظلة ((التعميم)) التي تغيب الحقيقة و تظلم من ليس لهن يد في مثل تلك الأعمال التخريبية.
فهل يعقل أن أماً سوف تسعى إلى دمار بيت ابنها أو ابنتها من أجل غيرة عمياء، وإن كانت مصابة بعقدة التسلط، ألا يوجد علاج لذلك الوضع الذي لا زال إلى اليوم في موضع الشك و الريبة؟
كأن الأمهات لازلن خارجات من ظلمات الجهل و عدم المعرفة، ربما أنه موضع يستحق النقاش، كونه مهم من أجل استقرار الحياة الأسرية في المجتمع و كون ذلك السلوك في حال كان موجودا أو غير موجود لا بد من علاجهُ حتى لا يخلف فوضى في حواس الفرد و الترابط الأسري و ظلم من لا يستحق الظلم كون هناك من يردد ذلك كأنهُ نغمة جوال أو تتر موسيقي لفلم رعب ما أن يهل هلال العطلة السنوية حتى تكثر حفلات الزواج و تبدأ نغمة التشويه لأم الزوج أو الزوجة مما يخلق في ذات الزوجين الجدد حالة من فوضى الحس بسبب ما يقال.
إني أرى أن أغلب النساء عندما يتقدم بهن العمر يركن إلى طلب الراحة و الهدوء و لا أتصور أن هناك أما عاقلة تسعى لهدم استقرار أبنائها.