ليلى عيسى_ ناشطة
تشاد
تحاوطني الأفكار ويقتلني الرعب وأعيش في فوضى الأحاسيس، أترانا اقتربنا من نهاية العالم! أم أن العالم أراد أن يفرد لنا عضلاته ليرينا حجم ما وصل إليه من الإبداع.
ترعبني فكرة الحرب، وأصوات القنابل وهرج الدول؛ لأن الحرب ماحل ضيفا في مكان إلا أتلف وضيع وشرد، ويملأه بسمفونية حزن يرقص عليه.
فإذا نظرنا إلى العالم من حولنا، دول ابناءها غاضبين يترقبون التغيير والثورة، يخططون لذلك بل يدقون الطبول لإيقاظ كل نائم، ليجتمعوا في أماكن حددوها من قبل، يضاهون بذلك، يعلون الأصوات، بأهازيج من فرحة الاجتماع، وماهي إلا سويعات حتى يتفرقون بسرعة، خوفا من أن يلتحم الرصاص بدماء أجسادهم، والموت ينتشر في الأجواء برائحة البنادق يشتمه كل من أتى، ثم يعودون إلى مأمنهم، يبكون بحرقة على أصدقاء خطفهم الموت، ويجعلون ثورتهم القادمة أشد رعبا من سابقه، والأشعار تكتب وتلحن الكلمات، ويضيع مستقبل بعضهم، والآخرون ينتظرون المراد، يرفعون أيديهم فرحا بمسميات أنهم شهداء، وماهم إلا ضحايا الأفكار.
ودول تدوي فيها الأصوات، قتلى وجرحى وهدم للمباني، وآخرون ينعمون بالسلام ولكن يترقبون الأدوار، فالكبار صنعوا القنابل وأرادوا اللعب به وأزاحوا عن بالهم الضعفاء الذين لايقدرون على ذلك المزاح.
بكل تلك الحياة المليئة بالضجيج هناك أطفال تحت المناضد يترقبون وترعبهم فكرة الحرب، يعيشون في تشويش، لايرون مستقبلا يضمهم في حناياالسلام، كلما نظرنا الى أعينهم، تحكي لنا قصة رعبهم من المستقبل، أظنهم جيل لاينعم بالسلام، ويعيش بلى هدف، ويحضن في جعبة رأسه الكثير من المآسي، يخالجه بصيص من الأمل، يرى كأن العالم مهرج يضحكة ويلاعبه، و ماخلفه رجل يتربص له الشرور، يرى عالمه يبنى وكلما يبنى تهدمه القنابل، صنعوا لهم عالم افتراضي يجولون وسطه، كطوق نجاة من اختلال العالم، وماهو إلا بحر عميق يغرقون فيه، وهم كأسماك يرمون لهم طعما ثم يصطادونهم بحيلة العيش، لايعلمون ايسعون فرحا، لأن لهم مستقبل وعالم جميل يصل إلى الفضاء، أم ينتكسون ويختبئون من عالم ظاهره جميل وباطنه يحكمه من بأيديهم الخراب.
نحن الذين بلغنا من العمر كبرا، لايرعبنا سوى كيف ستكون حياتنا بعد الموت، ونفكر في بناء مستقبل صغارنا، فالرعب في المستقبل، والحروب، والجيل القادم مهمة أطفالنا، لأنهم يعيشون في ذاك الواقع، لانعلم أنراه نحن أم لا، فهم يريدون أن يكبروا، وينتجوا، كما فعله الآباء، ولكن هيهات أين الذين يعيرون لهن الأسماع، فتحاوطني الأفكار، ويقتلني الرعب، وأعيش في فوضى الأحاسيس، من أجل أطفال يعيشون في كنف مستقبل ضائع يعمه الخراب، أم عالم يسوده الأمن و السلام.