عبدالرحمن شوا محمد- طالب جامعي
تشاد
مانعاني منه الآن كثلة مثقفة، هي بسبب تلك المفاهيم المثالية (الغير واقعية) التي جرت علينا وصاحبت أفكارنا، مثلآ الحضارة (التطاول في البنيان ) هكذا يفكر الذين أصبحت أصواتهم صاخبة، يجب أن تكون تشاد (أنجمينا) مرآة إفريقيا !
لا بأس في ذلك، إنما المشكلة تكمن في الساكن لا المسكون!
نحن نمر بفترة نحتاج فيها إلى أساس لكل الشيء، فلو نظرنا إلى الواقع بعين الواقع (الحقيقة).
نرى الشتات والقبلية والفساد تطغى على المجتمع ، آسف لأني جمعتكم في( المجتمع)!
لأننا عبارة عن مجتمعات ولسنا مجتمع واحد، ليس هناك شيء واحد يربطنا لا حسيا ولامعنويا، الواقع يقول أننا جميعآ وقلوبنا شتى، حتى اللغة الشيء الوحيد والجيد الذي ظننت أنه يربط بين جزء كبير من المجتمعات أصبحت أداة للوصول والطمس.
والمثالية العظمى التي ظلت تلازمنا هي السلطة (القيادة المثالية) ويتناسى الجميع أن من تقلدوا المناصب جميعآ هم من المجتمعات نفسها، لا تلد المجتمعات المتخلفة قائدآ عظيمآ، وإن حصل فطفرة هي، لا تحملوا كلامي على زيادة الطين بله !
لكن ما أردته هو سرد بعض الحلول لتلك المفاهيم (المثالية).
أولآ: لكل مثقف أو مطلع الفاهم للواقع أن يراجع مايقرأه من كتب، مارسخه من أفكار في عقله الباطن، مدى تأثير المجتمع الذي يحيط به، من ثم جعل الحق نصب عينيه وفي جوف قلبه وطرفي لسانه، ولا صوت يعلو فوق صوت الحق.
ثانيآ: يجب معرفة أن تشاد الآن تحتاج إلى أسس لا غير،
فمثلا : لا نحتاج إلى حاكم عادل بقدر ما نحتاج إلى مجتمع واحد يحب العدالة، ولا إلى موظف مخلص أكثر من عملاء يحبون الإخلاص.
ثالثآ: يجب نبذ الكراهية و التعصب في إطار مجتمعك (قبيلتك) وبث روح الصداقة والمحبة والأخوة، فإن ذلك مما لا شك فيه أنه أساس من الأسس المهمة لبناء مجتمع واحد (لا للقبلية ).
رابعآ : يجب تدارك بعض المفاهيم التي تسوق بصورة خاطئة، كالمنافسة بين المجتمعات (القبائلية) التي تتضمن في محتواها مصلحة المجتمع ( القبيلة) فقط، فالمنافسة لا ضير فيها، إن كان للهدف الأسمى وهو الوطن.
خامسآ : تغيير تلك المعتقدات الراسخة في أذهان مجتمعك (قبيلتك)، بحتمية طباع المجتمعات الأخرى (القبائل الأخرى)، ونسب أفعال البعض للكل، ومعلومية أن الاختلاف لا يجلب الخلاف، إنما عدم فهم الطبائع يأتي بالفظائع.
سادسآ : يجب تغيير مصطلح المصلحة إلى المصلحة العليا ، فمهما كنت ناشطا سياسيا اجتماعيا، فلو قدمت مصلحة محدودة على مصلحة مطلقة خسئت ولو بعد حين، لأن ذلك من سنن الكون ، التي لاتغيير لها، فالكون يسع الجميع والرزق أوسع، ولعلمك أن سقوط الدولة تعني سقوطك أنت ومجتمعك (قبيلتك ) والجميع دون استثناء، مايعني أن المصالح النفعية التي أوردتها لمجتمعك مهما كانت نوعها ، أصبحت هباء منثورا،
ولو أن منظمة الأمم المتحدة سارت على هذا المنظور (المصلحة العامة ) لسادت الأرض ولا عزاء للباقين .