فبراير
23
زائر ثقيل

ربما تراني بمشاعر صادقة يخالطها شيء من الألم. أطرق بابك محمَّلًا بشلال من الدمع، أروي به وجنتيك اللتين أنهكهما الجفاف، وأترك خلفي أثرًا من الملح والمرارة. أحيط عينيك بهالة داكنة، كتوقيع للسهر الذي بات رفيقك، وللإرهاق الذي افترس ملامحك بأنيابه. أنا الزائر الذي لا يستأذن، أهبط فجأة كظل ثقيل، وأهمس لك بحكايا الليل الطويل. أعانق […]

فبراير
23
تكهنات لما بعد الحرب

بعد الحرب، قد تتغير الخيارات، وتتبدل القناعات، وتتحول الانتماءات. هذا التحول ليس خذلانًا لمن عرفتَهم أو أحببتَهم أو كنتَ قريبًا منهم في الماضي، بل هو نتيجة طبيعية للحرب التي تعصف بكل شيء، فتُغيّر معالم كثيرة في حياة كل فرد منا. وربما تجد نفسك مضطرًا للتخلي عمن تحب، لا جفاءً ولا نكرانًا، بل من أجل المضي […]

فبراير
22
الضوء وصاحبه

  لَا شَكَّ لِي بِغَدٍ جِيلٌ سَيَذْكُرُهُ  فَوْقَ الشَّرَايِينِ وَالتَّارِيخُ يَكْتُبُهُ  ضَوْءٌ تَبَلَّجَ نَهْرًا تَحْتَ إِمْرَتِهِ  وَمَدَّ طَاقَةَ شَمْسِ الْكَوْنِ بَهْجَتُهُ  فِي غَابَةِ الصَّبْرِ بَاتَ اللَّيْثُ مُنْفَرِدًا  لَكِنَّهُ كَلِمَةُ الْهَادِي تُؤَنِّسُهُ  مَهْمَا يَمُرُّ عَلَى النِّيرَانِ حَافِيَةً  وَالْقَلْبُ فِي مَلَإِ الْأَعْلَى سَيَحْفَظُهُ  لَا شَيْءَ يُعْجِبُهُ لَا شَيْءَ يُحْزِنُهُ  لَا شَيْءَ يُوقِفُهُ لَا شَيْءَ يُفْسِدُهُ  كَمْ غَاصَ […]

فبراير
22
الخدمة بين الماضي والحاضر

إن خدمة الأمة، بكل ما تحمله من جلالة وشرف، ليست أمرًا هينًا، بل تتطلب جهدًا وإخلاصًا. فالبعض لا يتحملون مشقة الجد والاجتهاد، ولا يرغبون في خدمة غيرهم. ومع ذلك، فإن كتب التاريخ مليئة بأسماء من خدموا أمتهم، فخلدهم التاريخ وأشاد بهم. أخي، لو تأملت أحداث التاريخ، واستعرضت شخصياته البارزة، واستفدت من دروسه، لاتفقت معي على […]

فبراير
21
ارتقاء من وهدة الأمس

أَتَى مِنْ سَمَاءِ اللُّغْزِ يَحْمِلُ فِكْرَتَهْ لِيَكْتُبَ فِي لَوْحِ الْحَضَارَةِ قِصَّتَهْ  عَلَى الصُّبْحِ أَنْ يُسْدِي إِلَى اللَّيْلِ غُرَّةً لِيَمْلِكَ فِي عَشْوَاءِ خَبْطٍ بَصِيرَتَهْ  عَلَى الْغَدِ أَنْ يُخْفِي عَنِ الْيَوْمِ سِرَّهُ لِيُثْبِتَ مِنْ بَيْنِ الْمَجَرَّاتِ هَيْبَتَهْ  وَرَاحَ مِنَ الْيُونَانِ سَيِّدُ مُفْطِنٍ فَأَفْضَى لَنَا مَا لَمْ يُقَابِلْ طَبِيعَتَهْ  كَأَنَّهُ نَحْوِيٌّ يُهَمِّشُ (عَمْرَهُ) “وَمَا جَاءَ زَيْدٌ” حِينَ رَكَّبَ جُمْلَتَهْ  بَيَانَاتُهُ أَلَّا يُبَيِّنَ ذَاتَهُ مَجَازَاتُهُ […]

فبراير
19
ظمأ الروح

مُقحلٌ تمامًا كأرضٍ أهلكها الجفاف، أترنح في ظلمات اليأس باحثًا عن ذاتي، أجرّ خلفي خيبتي المثقلة بآثامٍ لا تُحصى، جسدٌ منهكٌ كأطلال منزل هجره ساكنوه ونسيه الزمن، تتآكله الرياح ويعلوه الغبار. يا لعِظم ذنبي وقلة حيلتي! صارت روحي كغريبٍ يتوسد الطرقات، تائهًا بين ما كان وما يجب أن يكون. صراعٌ مرير لا ينتهي، بين نفسٍ […]

فبراير
18
ثقافة الاعتذار

آسف.. أعتذر.. سامحني كم هي ثقيلة هذه الكلمات على ألسنتنا! فبالرغم من خفتها وعذوبتها وجمال معانيها التي توحي بالرقي والتآخي، إلا أننا جعلناها ثقيلة ومرة المذاق.  بالله عليك، كم من الوقت مرّ عليك ولم تعطر فمك بهذه العبارات الرقيقة الحساسة؟ اسأل نفسك الآن: ما الذي يمنعك من أن تقول “آسف” لمن أسأت إليه؟ الاعتذار أبدًا […]

فبراير
18
وقفة هنا

لقد كثرت الأنباءُ هذه الأيام عن عمليات القتل بصورةٍ مرعبة، وتعددت الأسباب بين طمعٍ فيما عند الآخر، أو خلافات خلفتها الضغائنُ والأحقاد، أو جهلٍ مقيتٍ يجرُّ صاحبه إلى إزهاق روحٍ قد تكون من المقربين إليه! يا تُرى، هل تحوَّل إنسانُ هذا العصر إلى وحشٍ قاتلٍ بسبب تغير العوامل الاجتماعية والضغوطات الاقتصادية، أم ثمةَ لغزٌ آخر […]

محمد نور حكي- طالب في كلية الشريعة

تشاد

مات والد الإمام أحمد بن حنبل وأمه حامل به، ولد سنة أربع وستين ومائة ونشأ يتيما في جحر أمه وطلب العلم وهو ابن خمس عشرة سنة في السنة التي مات فيها إمام دار الهجرة رحمه الله رحمة واسعة وتتلمذ على يد علماء عصره، قال الإمام الذهبي:  فعده شيوخه الذين روى عنهم في المسند مئتان وثمانون ونيف، حدَّث عنه البخاري حديثاً، وعن أحمد بن الحسن عنه حديثاً آخر في المغازي، وحدَّث عنه مسلم وأبو داود بجملة وافرة، وروى أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة عن رجلٍ عنه، وحدَّث عنه أيضاً ولداه صالح وعبد الله وابن عمِّه حنبل بن إسحاق، ومن شيوخه عبد الرزَّاق والحسن بن موسى الأشيب، وأبو عبد الله الشافعي، لكن الشافعي لم يسمِّه بل قال حدثني الثقة وحدَّث عنه علي بن المديني ودحيم وأحمد بن صالح وأحمد بن أبي الحواري ومحمد ابن يحيى الذهلي وأحمد بن الفرات، وذكر جملةً ممن حدَّثوا عنه بعضهم من شيوخه .

رحل في طلب العلم فخرج ماشيا ووصل الكوفة وكان عمره عشرون سنة وحفظ العلم حفظا، قال عنه ابنه عبد الله بن أحمد رحمهم الله: قال لي أبي خذ أي كتابٍ شئت من كتب وكيع من المصنف إن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد، وإن شئت الإسناد حتى أخبرك بالكلام ” قلت : يريد بالكلام المتن أي الحديث الذي يتوصل إليه بالإسناد.
وقال عنه إبراهيم الحربي: رأيت أبا عبد الله كأنَّ الله جمع له علم الأولين والآخرين.

وكان ورعا زاهدا خاشعا لله عز وجل ولا يخاف في الله لومة لائم، قال عنه النسائي : جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث  والفقه  والورع  والزهد  والصبر .
وكان رحمه الله شيخاً مخضوباً طوَّالاً أسمر شديد السمرة.

ولقب بلقب أهل السنة والجماعة حينما ثبت في محنة خلق القرآن حيث ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ما جاء في محنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله في أيام المأمون، ثمَّ المعتصم ثمَّ الواثق بسبب قولهم في القرآن العظيم أنَّه مخلوق وما أصابه بسبب ذلك من الحبس الطويل والضرب الشديد والتهديد بالقتل وبسوء العذاب  وأليم العقاب وقلة مبالاته بما كان منهم في ذلك إليه ، وصبره عليه، وتمسكه بما كان عليه من الدين القويم والصراط، انتهى كلامه.

ومنع من التحدث في هذا الزمن واستمرت المحنة في عهد الواثق وانتهت المحنة بولاية المتوكل على على الله -رحمه الله – فأظهر الله السنة وانتشرت دعوة الحق، فرحم الله إمام أهل السنة والجماعة رحمة واسعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *