ليلى عيسى- كاتبة
تشاد
أيها الإنسان، عمرك محدود وسعيك إما مشكورا أو سعيا سالبا منك العمر، عقارب الساعة لاتتوقف، والأيام لاترجع عجلتها للوراء، ماقدمته يكتب ويمضي، وماتفعله من خير وشر تلقاه في دنياك قبل آخرتك، فإن كنت مع الفاشلين، وأحببت الجالسين، وقعدت في المجالس ولم تكن من العاملين استبشر بفقر الحال، وعجز المنال، وتعب دون العمل، وربما تسوء بك الأحوال، وتمد يدك للناس فتصبح مديونا مذلولا، وفي يوم الحساب ينفصل اللحم عن العظم.
وإن قمت عاملا لأجل هدفك، وسعيا لرفعة صغارك، وطلبت الرزق من ربك واجتهدت متكئا على نفسك، فيجازيك الله الخير في عملك ويحسن إليك، قال تعالى«وماجزاء الإحسان إلا الإحسان».
إن أحسنت للناس قولا، وكنت بالأفعال عونا، وإن رحلت تركت أثرا جميلا، فكن مريح البال، لأن الله يهب لك حب الناس ويدين لك خير الأفعال، ويطمئن قلبك.
وإن كنت سيئ الأخلاق، نمام الحال، تغتاب الخلق، وتعير من رأيت، وتذكر الناس بسوء تذكر «أن الله ليس بظلام للعبيد» وكما تدين تدان وأنت نتاج أفعالك، فالله طيب لايقبل إلا طيبا فأسرع في إصلاح ذاتك فالوقت لم يفت، اعتذر لمن أسأت له، واجمع بمن وضعت بينهم شعلة الفراق، وكن متصالحا مع نفسك، وصالحا مع الناس، واطلب من الله الهداية، فلسانك إما نار يحرقك أو جنة بها تنعم.
واضبط حياتك بقول الله تعالى«ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» وقم ببناء حياتك التي تعيشها الآن، وابني آخرتك التي كلما مر يوم اقتربت منه.
يابن الثلاثين اغتنم شبابك قبل موتك وصحتك قبل هرمك، ويا ابن الخمسين اتق الله حيث ما كنت واعلم أن العمر يجري فأدرك مافاتك قبل وفاتك.
ويا ابن الستين أما آن أن تتوب وتتوجه إلى الله، ألم تخشى الموت هل تضمن أن تعيش ستين أخرى، اترك الدنيا بمافيها وتوجه إلى الله تعالى، إذا لم تنل في الستين سنة الماضية حياة سعيدة فلا تلهث وراء العيش بعده بل فر إلى الله فإن الله يرزقك من حيث لا تحتسب.
أيها الإنسان احترم عمرك وكن في الستين إنسانا ذو هيبة ووقار فلا ترجع بعد الستين طفلا ومراهقا،
وتذكر أيها الشاب من شب على شيء شاب عليه، اتزن في شبابك لتكون أكثر توازنا في الكبر وتذكر أن العمل الذي تعمله تموت عليه سواء في السر والعلن فافعل الخير لتموت عليه.