حمزة آدم نور- منشئ محتوى
#السودان
كان توباك يتمتع بأفكار ثورية تهدد منطقة البيض في تلك الفترة وتنهي أساليب ممارسة الفصل العنصري التي كانت تُمارس بشكلٍ كبير في الدوائر الحكومة وقاعات التعليم المختلفة آنذاك ، هذه الأفكار الهائجة التي كان يكتبها ويغنيها بطريقةٍ تبدد الشر والخوف بصورة ساحرة يُجسد فيها واقعه الذي يعيشه والمرارة التي يتجرعها بني جلدته، ولأنه عاش في الشوارع، يعلم تماماً ماذا هناك وما الذي يجري بالجوار، كان دائماً يطرح الأسئلة التي تبدد الخوف وتثير الدهشة، تمرّد عن الكنيسة لأنه كان يظن أن هذه الديانة خاطئة، أشياء مثل الاضطهاد والنظرة الدونية والاستحقار كفيلة بأن تُشكّل قوة خفية لتجهيز ثائرٍ لا يُقهر، الحياةُ لمن لا يساوم على الباطل، وتوباك من أبرز الوجوه التي ساهمت في ترسيخ روح الانتفاض الثوري فنياً واستطاع من خلال صوته أن يهز الأنظمة الفاسدة في مجتمعه.
في مقابلة له عندما سألته المذيعة عن تعليمه وما إذا كان يتلقى تعليماً جيداً قال: يدرسوننا الكثير من الأساسيات لكنها ليست أساسيات في حياتي، وكأنهم لا يجهزوننا لعالم اليوم، هذا لا يساعد، لذلك الشوارع علمتني، المدرسة جيدة لتعليم القراءة والكتابة والحساب، ولكنهم يكررون هذا الشيء، يجعلونه أصعب بعد كل فترة لإبقائك مشغولاً بهذا الشيء، ينبغى أن يكون هناك منهج عن المخدرات والجنس والاحتيال، ومنهج عن الطوائف الدينية ووحشية الشرطة والفصل العنصري، ومنهج عن العنصرية في أمريكا ومنهج عن وجود الجوع، لكن لا يوجد ذلك.
أعلن توباك عصيانه لكل الأساليب القمعية والعنصرية بطريقةٍ أو بأخرى، الشئ الذي زرع الرعب في الأسر المستبدة، كان يتحدث لوسائل الإعلام بطريقة مباشرة، في حديثه عن الدين عندما سألته المذيعة قال:
” هل شاهدتي بعض تلك الكنائس مؤخراً؟
فهناك كنيسة استحوذت على قطعة كبير في نيويورك !!
لدينا أناس مشردين في الجوار، فلماذا لا يسمح لهم الرب بالبقاء هناك؟!
ولماذا يضعون أسقف من ذهب ؟!
ما حاجة الرب للذهب لكي يخاطبني؟
ما حاجة الرب للنوافذ الملونة لكي يخاطبني؟
ولماذا لا يصلني الرب في المكان الذي وضعني فيه؟
وإذا كان الرب يريد تلك المباني الجميلة لماذا خلقني فقيراً في منطقة فقيرة؟
هذا ما يجعل أبناء المنطقة الفقيرة لا يؤمنون بالله !!
إذن هذه الديانة خاطئة، فأنا أؤمن بالله، أنا أؤمن أن الله يخاطبنا أين ما نكون، ذلك أمرٌ منطقي كونه خلقنا فقراء فهو يريد منا المزيد ليرزقنا بالمال “
توباك كان يتمتع بمخيلة ساحرة وإدراك فذ وثقة عالية بالنفس، قُتل لأنه تمرد عن السلطات الحكومية والكاتدرائيات التي تساهم في الفساد.
في فيلم ( المجتمع الخطير ) طُلب من توباك أن يلعب دور رجل عصابات مسلم ، قال: يريدونني أن أمثل دوراً بعيداً عن الواقع، رفضتُ هذا الدور؛ لأنه ليس حقيقي فاستبعدوني عن الفيلم، هذا لا يهم لكنني لا أغير مبادئي ورجولتي، وأعتقد هذا هو سبب كوني مختلفا عنهم.