حسن عمر مهاجر- كاتب
#تشاد
كانت احتجاجات الكلمات تعورني ثم تختلجني ثم تدفعني جاهدة لتخرج إلى الحياة،عنيفة هي كالعفونة التي هي مصدر السُّكر في الخمر، يظن شاربها كل طست قدحا، وكل أنام ساقيا، أو كالمرأة فتنة وجمالا، تدهش الناظر حتى يتمايل كما تفعل أوراق الشجر عند سقوطها .
تُرى ما وجه الشبه بين المرأة والجنة؟ أكل عنصر المرأة جنة، خلقت متفردة متجددة عنيدة فحبسها الله في جوف آدم عقابا ثم أصدر لها عبرة بأن أخرجها من السجن فأبت الثناء على الرب وترديد، قد أخرجتني من السجن وجئت بي إلى الدنيا الواسعة من بعد ما كنت في المضيق، لكنها قالت قد أحرجتني وجعلتني سكنا لآدم ولكأن الله عاقبها مرتين، فتعلمت من سجيتها الجناء على الرجل وعقابه مرة بعد مرة كما النيران طبقة عن طبقة لا تعد؟
وهل المرأة أنكر للفضل من الرجل أم هو أنكر؟ حدث أن رأى أحدهم امرأة دخلت الجنة فأسرع إليها فرحا فأخبرها ما رأى فقالت لم لا تشكر فضلي بي دخلت الجنة فاحمدني واحمدالله.
ولما رأى أحدهم نفسه في الجنة يتمتع بخيراتها وينتقل من بين أطيب ما فيها وهو يتبختر إذ به يخبر صديقه،
فقال: هل رأيتني معك؟
فقال:أجل لذلك تأكد أنني أحلم.
الطيبات للطيبين، قالوا للجنة من تشتهين ليسكنك؟
فقالت:آدم.
ولم حواء!!!؟
وقد كانت بين يديه في إشراقة وكأنها بسمة من حور العين قد سجد المَلك لها عند بزوغ ابتسامتها وتُراه قد فرح بها كأنها الفرحة بعد حسرة أمل ضاع.
تدور حوارات فلاسفة الجمال والمنكرين والموقنين عن دراسة حُسن الحسناء فيقول المنكرون لا جمال وتقول الفلاسفة فاق الخيال ويقول الموقنون آمنا به كل من عند ربنا.
أيمكن أن يكون هذا الجمال الفتان في الحسناء صفوة صفوة جمال الجنات صنع لها الحواس والشفتين لتضحك بالرحمة وتلتهب بالشوق وتنفجر بالإقبال، فكفرت بأنعم الله وفعلت ضد ما أمرت به فهل من نبي يبعث ليحيي روحها المغرغرة قبل أن تفارق الجسد؟