سنوسي محمد علي- طالب جامعي
#السعودية
قد يسعف الإنسان فقدان شيء مادي تعويضاتٌ تجود له بها الأيام، وقد يُجبر الكسر الناتجُ عن وخزات الفشل. لكن ما ذا إن عطلت طاقتُه، وأهدرت أيامـه، وشل تفكيره، وأصبح مصيره في أيدي أناسٍ لا يفرقون بين الجوهرةِ النفيسة والبقايا الخسيسة، بين نعمة الثروة البشرية وجرم التعطيل العقلي؟ هل يبيتُ يراعي النجم ليلا مغردا؟أم لابد لليل أن ينجل؟
لطالما اشرأبت الأعناقُ لبزوغ فجر التنمية والتقدم والازدهار! ولكم تغنوا بها أناسٌ يرددونها في كل محفل ومجمع! وأنى لهم التقدم والازدهار دون عمل دؤوب، وهمة تناطح السحاب، ورؤاً تحاكي الحاضر وتستشرف المستقبل؟
مذ أن خرجنا من وطأة الاستعمار لم نستطع تحريرَ عقولنا! رغم أن تحرير العقولِ أمر مصيريٍ يحدده الإنسانُ نفسُه بما يتماشى مع مصالحه، وما يجعله محترزا عن ما وقع عليه في السابق من اضطهاد! لكن هذا لم يحدث! لقد أبى الإنسانُ التشادي إلا أن يكون ذيلاً يجرُّ، وعقلا ينتدب على تنفيذ الإملاءات التي ما انفكت تجرده عن مصالحه، وتحيده عن أن يخطو أي خطوة تجاه تحقيق منافعه.
أويعقل أن ثمة دولة شعبها 16 مليون نسمة لا يعمل فيها سوى نذر يسير من ذلك العدد؟
وتصالح الواقع المعاش مع أكثر من هذا! فلم يطرح سؤالٌ عن الصناعة وموقع المجتمع منها ولا عن الزراعة وسبل تحسينها! لأنهم يمقتون تلك الأسئلة ويرونها ضربا من المستحيل الذي يصعب مناله؟ فكيف يُزال الفقر والفاقةُ إذا لم يركب الإنسان قارب المستحيل ليحوله ممكنا؟
ومن لا يحب صعود الجبال ** يعش أبد الدهر بين الحفر