خالد بن علي- كاتب وإعلامي
تشاد
البيئة المدرسية ملائمة جدا إذا ما توفرت الأدوات التي تساعد الطالب على تجربة ما لديه من مواهب مدفونة واكتساب أخرى.
بيد أنّ هذهِ التجارب لا تكون إلا بوجود معلمين أكفاء، يشرفون على النشاط، وإدارةٍ مرنةٍ تعطي مساحة للعب والفن والخطابة والكتابة.
ما يهم الطالب في المدرسة النشاط داخل المؤسسة، أكثر من النشاطات خارجها كالمسابقات الدولية، والكتابة في الصحف والمقابلات التلفزيونية؛ لأنها تفتح باب الشهرة والنجومية والثناءات من غير المختصين والعارفين بسيكولوجيا التربية؛ مما يعرض الطالبَ لآفات الغرور والشهرة السابقة لأوانها، ويرضى الطالبُ بأهداف جزئيةٍ ويتوقفُ في منتصف الطريق.
ومما ينبغي أن تكون الأنشطة داخل المؤسسة التعليمية بمبادرة من الطلاب أنفسهم، سواءً من خلال الاتحاد الطلابي أو الأندية الثقافية.
إنّ القدرات التي يمكن أن يكتسبها الطالب عبر الأنشطة الطلابية تتمثل في الخطابة والحوار ومهارات الحاسب الآلي والخط والوعي البيئي والإنساني والتصوير وغيرها، وذلك عبر الدورات التدريبية والمسابقات الثقافية والرحلات السياحية والجرائد الحائطية، وحملات التشجير والجداريات ومنبر الشعر والأدب.
أما مهارات القيادة فتكتسب من خلال ترأس الاتحاد الطلابي والأندية الثقافية، وهذا لا يناسب الطلبة الذين يسعون لتحقيق الامتياز والصدارة في ترتيب الأوائل؛ لأن القيادة مُجهدة ومرهقة، وتسبب تفويت الكثير من الساعات الدراسية وأوقات المذاكرة.
وهذا لا يعني أن الطالب المنخرط في النشاط يعذر في فشله الدراسي، بل على العكس لا يجوزُ للطالب الناجح الطامح تقديراً دون (جيد جدًا).
وعلى الإدارة أن تشرف على ميول الطلبة ولا تشغل الطلبة المتفوقين بالنشاط اللا صفي، الأول على المدرسة ليس بالضرورة أن يكون رئيس الفصل ورئيس الاتحاد ومحور الكون، فليحافظ على ترتيبه ويسعى لتصدر قائمة الحي والمدينة والمنطقة ثمّ الدولة.
إذا كان النشاط الطلابي مركزا واحترافيا، كانت مخرجاته جيدة، ونتائجه سليمة، وتُخرّجُ طلاباً أكفاء ذوو قدرات ومهارات عالية، أما الخروج إلى المنصات والممارسة الفعلية فيجبُ أن تكون في المرحلة الجامعية، عند كون الطالب على استعدادٍ ووعيٍ للتعامل مع نقد الغير وثناء النّاس.