عائشة عيسى طاهر- طالبة
#تشاد
” الحنين هو حين لا يستطيع الجسد أن يذهب إلى حين تذهب الروح”
هكذا يقول الأديب دوستويفسكي
يا عزيزي غريبة هي الحياة، بارعة بتغيير الطباع والشعور.
كنت أتساءل وقد أخذني الحنين بين أحضانه.. ماذا لو خلقنا من دون قلوب أليس أريح؟!
أجل، أريح جداً، لم نكن في الحب أقل تعاسة مما سواها.
في الحب نتعلم الحياة ويكون من نصيبنا الموت.. في الحب نجيد معنى السعادة ونحن نغرق في بحور الشقاء .. نحب .. نتعلق .. نشتاق .. نتألم
وحده القلب المسؤول عن هذه الفوضى.
كل العشاق يا روحي تعذبوا وكأن الفقد والحرمان والشقاء لعنة تصيب كل من يحب.
الحنين أن أشتاق إليك ولا أجدك إلا محلقا بين سطوري الخرساء، الحنين أن أرتشق قهوتي الداكنة بينما القلب بحاجة ماسة إلى احتساء فنجان الشاي، وحده الحزن يجبرنا على احتساء القهوة وإن ادعينا الثقافة، لا علاقة تربط بين الثقافة والقهوة.
أحببتك بطريقة لم يستوعبها لبك، ولا يتحملها قلبك، أحببتك وهل للمحبين صبر؟!
مؤلم جداً أن تسقط فريسة الوله، وإنه لمن المشفق أن يسوقك الحنين إلى شخص لم تجده إلا مركون في الزاوية اليمنى من فؤادك، نكبر أمام العالم لكي يحق لنا أن نضعف أمام شخص واحد، لو تعلم يا روحي كم الحياة في الحب سئية، كل الذين أحبو ماتو أو بالأحرى فقدو عقولهم أتلك قدسية الحب أم طقوسه يا ترى؟
كل ما أعرفه أن الحياة في الحب مؤلمة .
دعنا نتوب عن الكتابة.. دعنا نكف عن المنادى من خلف أسوار الورق .. وأنت البارع في خيط الكلمات والحروف بربك خيط ما بيننا من مسافة..
دعنا ننسى أقلامنا ورسائلنا الصامتة.. باختصار دعنا نلتقي!!
ألا يحق لنا ولو لمرة أن نمسح دموعنا بالورق معا بدلاً من الكتابة عليها.
لقد سئمت يا روحي
سئمت من الانتظار، سئمت من تعرية فؤادي وشوقي علنا على أوراق مبعثرة فيقرأها كل من مر ويهدي كل عاشق لعشيقه كما يشاء!
الحنين أن تجلس عارياً من أي شيء بينما أنك تملك كل شيء.
الحنين أن تطيل المكوث على رصيف الانتظار لتنتظر شخصاً حافيا إلا من أحذية الغياب، الحنين أن تصرخ الصمت وفي قلبك سنين من البكاء،أحببتك بقدر ما أنهك قلبي الحنين، أحببتك بقدر ما بتر فؤادي الشوق
أحببتك بقدر ما أحبك فهل تعي؟
(الأشياء العظيمة لا تحدث دفعة واحدة إنما هي سلسلة من الأشياء الصغيرة مجموعة بعضها مع بعض )فان جوخ
دام حبرك عيوش كم أنت مبدعة ومتميزة كعادتك في السرد والشوق والحنين، موفقة للأمام