حسين بن ياسر أمين- طالب جامعي
#مصر
ثمة أشياء على المرء أن يتخطاها إجباراً منه، دون أن يخبر بها أحد. كنتُ أشتغل لدى إحدى الشركات، أثناء الإجازة الصيفية في القاهرة. وكان دوام العمل في الشركة 12 ساعة يومياً، مع إثبات الحضور والانصراف بالبصمة، والرقابة اللصيقة والمراجعة التفصيلية لكل جزئيات العمل وخصم الرَاتِب في حالة التأخير أو الإهمال أو التقصير عن أداء الواجب، ومن هنا تعلمتُ التعود على الالتزام، بالرغم من أن الأمر لم يكن سهلا مُيسراً، في بدايته.
ثم ما إن عدت إلى الحياة الطبيعية، وانتهت الإجازة الصيفية، وجدت الفراغ أصعب منه بكثير، في تلك اللحظة قررت المضيّ قُدمّا بنفس الوتيرة لكي أنجز 12 ساعة يومياً للقراءة، قسمتها على فترتين، صباحية ومسائية.
الفترة الصباحية ما بين 7 إلى 8 ساعات أقضيها يومياً في المكتبة المركزية بجامعة القاهرة، من الساعة التاسعة والنصف صباحا إلى الرابعة والنصف عصرا، دون كلل أو ملل، مع أخذ قسط من الراحة كل هُنَيهةٍ وأخرى، بين بودكاست فنجان ” ثمانية ” وبرنامج أسمار وأفكار، وقسط من الدوباميكافين مع المبدع ناصر العقيل (تلخيص بعض الكتب واختصارها)، وأخرى كفيلة بأوقات حلوة مع القراءة وعوالمها، والفترة المسائية بين 5 إلى 6 ساعات، أقرأ فيها المقرر لي في الجامعة من المنهج، وطائِفَة لا بأس فيها من الكتب الفلسفية، وعلم النفس، بالإضافة إلى علم الاجتماع السياسي.
الالتزام على العادة والمواظبة عليها ليس بالأمر السهل ولكن دائما هناك أمل يهمس لنا: أن في الغيب شيء جميل يستحق الانتظار مما يجعلنا نستمر، والاستمرارية في الأفعال ومُدَاوِمتها هي التي تحقق لنا النتائج دائماً، وليس مجرد القيام بالأفعال فقط.