محمد عيسى سقوجي- طالب جامعي
تشاد

للشهرة والأضواء بريق خاص يصعب على الإنسان تجاهله، وقد يتبع في أي لحظة هذه الأضواء ويقوم باسترخاص نفسه والتهريج بذاته أمام الملأ من أجل أن يكون شخصا معروفا ومرموقا في المجتمع مهما كانت نوعية الرسالة التي يقدمها في وسائل التواصل الاجتماعي.
يمكننا القول بأن الشهرة تحولت إلى هوس يلهث وراءه الكثيرون.
وتعد هذه المشكلة كالمرض أو الهوس لدى بعض الأشخاص الذين يلهثون في هذا الطريق المليء بالمشقة النفسية، وقد تكون الأسباب وراء هذه المشكلة نفسية، وقد تكون شخصية تتعلق بافتقار الشخص نفسه للعلاقات الاجتماعية فتدفعه لخوض هذا الطريق الذي هو ليس أهلاً له من الأساس.
هل الشهرة مرض؟
من طبيعة الإنسان أنه محب لسماع الناس تتحدث عنه بالحديث الحسن ويحب أن ينال الاهتمام ،
وعن طريق الشهرة سيحصل على هذه الرغبات بسهولة وسيسعى إلى أن يتفوق في مجال هو يختص فيه أو موهبة يتميز بها، وجميع هذا الكلام يندرج تحت الحد الطبيعي لرغبة الانسان الى نيل الشهرة، ولكن إذا زاد الشيء عن حده هنا ندخل في مضاعفات خطيرة من الناحية النفسية والاجتماعية، أما من الناحية النفسية فهو اضطراب ثنائي القطب وهو خليط من الهوس والاكتئاب، والهوس يتم من خلال رغبة الإنسان الدائمة في الحصول على كل شيء جديد واقتنائه فالجديد يشبع له رغبة حب الظهور ويقوم بالاطلاع بشكل غير طبيعي على كل شيء جديد ويسعى جاهدًا لنيله بأسرع وقت ممكن.
ودائمًا ما تكون لديه أفكارا طائرة لا يقدر أن يسيطر عليها ويكون مشغولا بالآخرين وينظر إليهم حتى يصل لمرحلة خلق غيرة وحسد دفين بداخله يؤدي إلى مضاعفات نفسية،
«كما تسبب اللهث وراء الشهرة مشكلة اجتماعية عن طريق خلل يحدث في العلاقات الاجتماعية بين الشخص الذي يحب الظهور والأشخاص الآخرين فدائما ما يحب الحديث عن انجازاته وتهويلها وهذا يسبب نفور للأشخاص من حوله بسبب أنه بدأ يشكل مصدر إزعاج لهم، وعندما ينتقل الشخص لطرح مواضيع على وسائل الاتصال الاجتماعي سيقوم بطرح مواضيع لا ترضيه شخصيا ولكنها ترضي الآخرين رغم قيمتها الساقطه في المجتمع ويكون هدفه هو نيل إعجاب الجمهور والحصول على عدد معين من المتابعين».
السعادة والكمال ليس بالشهرة.
في هذه الأيام ومع تطور التكنلوجيا أصبح الإنسان يريد الوصول بأسرع وقت إلى الشهرة وطبيعة الإنسان عجول ولا يحب الصبر وخصوصا الآن نعيش في زمن سريع من ناحية الانتشار للأسف أصبح بعض الشباب والشابات يرى بأن الشهرة هي كل شي في هذه الدنيا ولا يدركون بأن الشهرة قد تكون مصيبة.
«الشهرة لن تجعلك تعيش في راحة تامة في حياتك فكل شيء سيكون محسوبًا عليك في حياتك فكلما التفت برأسك يمينًا او يسارًا ستلاحظ بأن كل شيء مكتوب ومحسوب عليك من قبل المجتمع الذي تعيش فيه، فلا تتوقع بأن الشهرة ستجعلك محبوب بين الناس قد تكون مكروه بسبب ما تقدمه للجمهور، اليوم الشخص المشهور لا يقدر على الخروج في الشارع بسهولة ولا يتمكن من الذهاب إلى أي مكان ولا يمكنه شراء اي نوع من الملابس فمن الضروري أن يقوم بشراء ملابس تتناسق مع حياته أمام جماهيره وإلا سيقوم الجمهور بانتقاده فاليوم الشهره ليست بأن الناس تعرفك بل هي أن تكون قدوة لجمهورك ويجب أن تكون صادقا مع الناس وأمينا معهم بسبب أن الأنظار كلها عليك».