فاطمة أبكر عبدالرحمن نور- طبيبة وداعية
#تشاد
هل لديكِ أمانٍ بعيدة المنال؟ هل تشعرين باليأس لأنك لا تستطيعين الوصول إلى ما تتمنين حصوله؟ تشعرين بأنك مُذنبة ولا تستحقين أن يستجيب الله لكِ، كيف يعطيني الله وأنا عاصية؟ لابد أن ذنوبي تمنع عني ما أريد، أنا قلقة، أنا خائفه ومضطربة.
تشعرين بأنكِ ضعيفه، وحيدة وبأن الحياة أكبر منكِ، لديكِ قلق مستمر ومخاوف وألم! حسناً إذن تعالي معي لأخبركِ عن ( الله ) هو الصمد، الجبار، الرحيم، القادر، الهادي، الغفور، الله يُحبنا بالرغم من ذنوبنا و سيئاتنا، سوء ظننا به، وعصياننا، فمن غيره سيعطينا؟ سيجبرنا؟ سيُطبطب علينا ويغفر لنا؟
إذا عرفتي الله ستعلمين بأن لا شيء مستحيل في هذه الحياة، لأنه القادر على كل شيء، وأن أحلامك المستحيلة ستغدو مُمكنة التحقق، لا تقولي ( أنا مذنبة أنا عاصية) أنا لا أستحق أن يعطيني الله وأنا أعصيه، ربما سيُعاقبني الله ولن يستجيب! لا تفكري بهذه الطريقة فهذا يُعتبر سوء ظن بالله وكأنه لا يستطيع أن يغفر لكِ ذنبكِ! وكأنه لا يرحمنا وهو من سمى نفسه ( الرحيم ).
هو يعلم ضعفنا، يعلم بأننا نعصيه ضعفاً منا، وبدون قصد منا أحياناً، ليس كرهاً ولا تحدياً ولا غرور! ويعلم أننا سنندم، سنتمنى لو لم يحصل ذلك، سنبكي، سنتألم، سنحتار ونيأس من أنفسنا، لذلك جعل الندم توبة، يكفي أن تندمي بصدق على ذنبكِ، وتعاهدي الله بعدم العودة إليه وسيغفر الله لكِ، فالله هو الغفور، هو من يغفر لنا كل شيء متى ما أستغفرناه وطلبنا منه المغفرة.
تمني ما شئتي، قولي يارب لو لم تعطني أنت من سيعطيني غيرك؟ من سيغفر لي ذنبي! فلا يغفر الذنوب إلا أنت، سامحني يا الله، أنت تعرفني أكثر من أي أحد، أنا أمتك، أقف بين يديك، أطلب منك العون والمغفرة، يارب لا تعاملني بذنوبي، لا تمنع عني خير ما عندك بسوء ماعندي، أنا الوحيدة، ضعيفه، بلا حول ولا قوةً إلا بك يالله.
رددي على من أتوكل إلا عليك يا الله، لمن التجئ إلا إليك؟ بمن أستعين إلا بك يارب العالمين، سيهديكِ الله، سيغفر لكِ ذنبكِ، سيُحبك أكثر، سيعطيكِ ما تُحبين، سيقف بجانبكِ، سيخفف عنكِ ألمكِ، سيجعلكِ تبكين من كرمه ورحمته، لا تجعلي ذنب يقف بينكِ وبين الله، لا تقطعي علاقة مُقدسة كاملة بسبب ذنب واحد فقط أو حتى ملايين الذنوب.
يعطينا الله بسبب وبلا سبب! نُذنب فيتستر علينا! نطلب منه المغفرة فيغفر لنا بلا مُقابل، فقط علينا أن نندم بصدق ونطلب منه المغفرة، فقط هذا، وبالرغم من ذنوبنا يُعطينا! تشعرين بأنكِ بحاجة إلى كلام يريح قلبكِ، فيسقط نظرك على رسالة منه، تحتاجين مبلغ من المال فتتفاجئين بوالدكِ، زوجكِ، أخاكِ يعطيك مبلغ ولو بسيط بدون أن تطلبي ذلك.
مشكلتنا بأننا لا نربط تحقق ما نتمناه بما دعينا به! إما لأنه تحقق بطريقة غير مباشرة، أو بعد وقت طويل! نظن بأن الله لم يستجيب لنا بسبب ذنب، ولو عاملنا الله بذنوبنا فلن نرى الخير في حياتنا أبداً، حاشاه رب العالمين، حاشاه اللطيف، الرحمن الرحيم، فلا تجعلي يا عزيزتي ذنب يمنعكِ من التواصل مع الله، لا تسمحي لشيطان بأن يحرمكِ شيء تتمنيه فقط لأنه يذكركِ بذنوبكِ.
أخيراً : استغفري لله وتوبي فقط، لا تستمري بالتفكير هل سيغفر لي أم لا ؟ لا تدخلي نفسكِ في هذه الدوامة، توكلي على الله بجميع أموركِ، تقربي إليه بكل ما تستطعين، من صدقة، ركعة، ذكر، استغفار، صلاة على النبي، حوقلة، قراءة قرآن، الدعاء، تغلبي على إبليس، لا تسمحي له بتدمير كل شيء جميل سيحصل لكِ، وإذا شعرتي بالضعف، إذا احترقت أحلامكِ قولي يارب، سيجبر الله روحكِ المنكسرة، وقلبك المهشم، وسيجمع شتات روحك.