خالد بن علي- كاتب وإعلامي
#تشاد
كتاب لوثة مشاعر عبارة عن مجموعة قصصية للكاتبة المصرية سمية الرمسيسي.
تناولت حياة المواطن المصري البسيط ويومياته وأحلامه، كما في قصة(الديك) حيث تعلق الفتى بديك يقتنيه، وعلاقة الإنسان بحيواناته الأليفة.
لم تغب المرأة من ملاحظة الكاتبة، ففي قصة (ربة بيت)
وكفاحها من أجل راحة أسرتها، تسارع الزمن لتجهيز الغداء قبل عودة الأبناء من المدرسة.
حياة مكتظة لاتتيح فرصة للملل والتفكير، لدرجة الارتباك، ولدرجة وضع المفكرة في الفرن بدل البيتزا.
لوثة مشاعر هي القصة التي فازت بنصيب الأسد، وحظيت بتسمية الكتاب بها، بعد أن فازت في مجلة العربي الكويتية.
جاء في نصها” ذات يوم وبينما هو غارق في فنجانه الصباحي يحدق في شرفته العتيقة المقابلة لشرفته، منذ أن توقف عن الرسم أصبحت تلك الشرفة رفيقته ومؤنسة روحه، إحدى آثار الانجليز الإنجليز، كم من مرة تأمل نقوشها البديعة واستحضر التاريخ، تنفس غبار المعارك والثورات عبر ثقوبها الصامتة”.
أما قصة(إهمال) فقد تناولت يوميات مهووسي الكتب(الببلومانيون) الذين وصفتهم الكاتبة بجوعى الكتب، والحديث عن الساعات الطويلة التي تمضي دون إدراك أثناء قراءة رواية معينة، وشجار الأخوين على كتاب معين، ونداء الطبيعة الذي يقتل متعة البناء السردي.
ثمة أسرة جعلت رؤيتها في الأطفال الثلاثة، وليس للعائلة شغف وحلم آخر سوى دراسة الأبناء في جامعات أوربية مرموقة.
في قصة(الحلم) وبعد تحقق الحلم، جاءت النهاية على يد متطرف يميني اغتال المهندس قبل حفلة تخرجه بعد سنوات الدراسة في ألمانيا.
“ارتمى الوالد على الكرسي وغمغم: قاتل الله الأحلام تنتهي حين تنجز”.
تناول الكتاب مواضيع عصرية مثل اللجوء والمثلية وغيرها، ففي قصة سباستيان وصديقه جاكوب الذين تغيرت أفكارهم نحو المثلية التي دفعوا نحوها دفعا،
قبل الانخراط مع شخصيات محافظة والتأثر بالمبادئ المحرمة للمثلية.
والكاتبة سلطت الضوء على العائلات السورية التي وفدت إلى مصر بعد الأزمة السورية وتفاصيل الانتقال ومخاطر الحدود، والتأقلم مع البيئة المصرية.
لوثة مشاعر تطرقت لعدد من قضايا العصر كالشهرة والفراق ومشكلات المرأة والتعليم، بين القصة والأقصوصة ذكرتنا الرمسيسي على بالنجيبين والعقاد وأسلاف العمل السردي المصري.