سمية حماد- كاتبة
#السعودية
لكل منا زاوية في روحه تحمل الفزاعة لها عنوان
تكون هي الحاجز الذي إذا كُسر نُبصر النور من خلفه
ونعيش جمال الخُضرة فيه .. بلا خوف وفزع ..
الفزاعة خديعة رُسمت في مخيلتنا
وهمٌ عايشناه لسنوات
سرابٌ أفقدنا رونق الحياة
وكانت السبب في دفن أحلامنا ووأد أمنياتنا والروح مازالت فيها ..
” عين ”
هو طفل يعيش حياة سوية ، لا يعكر صفوها
إلا عدم قدرته على تهجئة مشاعر خوفه ورعبه من تلك الـ ” فزاعة ” التي كانت في حقل والده ..
تمنعه من مزاولة طفولته .. والتحليق بحرية في فضاءها ..
أما ” نُون ”
كان هاجس تفاصيل استنزاف جسد والدتها من العمل الشاق
كل تلك السنوات .. وارتدائها لثوب المسؤول والأب وربّ البيت
لتغطي القوامة المائلة لوالدها الحاضر الغائب والذي يُسمع صوت غضبه من تأخر الشاهي الأخضر خاصته من بعد ميل..
كان ذلك فزّاعتها الأعظم حين تمت مراسم خطبتها.
بينما فزّاعة ” واو ”
كانت حرمانه من الهوية الرسمية في أرض المولد والمنشأ كعمر روحي لا يقاس بالسنوات وتبعات ذلك من الحرمان للعلم والعمل والإنسانية.
الفزاعة الأكثر هتكاً بروحه التي ملّت حتى من الحياة.
و مازال ” كاف ”
الذي يحمل بين تجاعيد وجهه وشيب شعره الكثير والكثير، من تلك القرارات التي لم يكن يجرؤ على تجاوزها، ليطال بها رضى أبنائه وصحبه
لأن فزّاعته كانت تلك العادات والأعراف الخاطئة التي نشأ عليها، ولا يقوى أن يُغَيِّر خط سيره بعد أن بلغ من العمر عتيّا!.
.
.
احذر..!
فـ الفزاعة وسط الحقل لا تكون دوماً بشعة المنظر
فقد تأتي في صورة واعظ متشدّد
أو قريبٍ يمارسُ دور الوصاية
أو معلمٍ أحمق أفزع جيلاً بأكمله
أو قصّةٍ بقيت في الذاكرة لسنوات.
يالله كم ثَقُلَت أكتافنا بحمل الفزع
قف هنا .. والتقط صخرة .. واضرب بها فزاعتك.
قد تهتز .. وقد تسقط .. وقد تختفي كأن لم تكن بالأمس
لا يهم ما يحصل لها؟!
كل الأهمية تكمن في كونك تيقنت بأنها فزّاعة
وأنك يوماً ما قادر على تجاوزها طولاً ..
قمْ وانهض من فراشك وتحرّك .. فالكونُ كلّه يتحرّك
قالها نيوتن في قانونه الأول
” الجسم الساكن يظل ساكن مالم تؤثر عليه قوة خارجية تحركه “
لن نستسلم ولن نسكُن ولن نرضى بالهامش ونترك النصّ
لنتمسك بعكازة صبر نسند عليها أحلامنا
وتمتد أكفنا وصولاً لتلك المكنونات بالنفس
والتي اقتص منها الذبول والخوف من الفزاعة الجزء الأكبر.
سنقاوم ونقاوم ونقاوم.