ن. م. جبران
إن الأشياء الصغيرة هي التي تحرك الكون، وتؤثر على الموجودات، ومنها تصنع المعجزات. تلك الأشياء التي لا ينتبه لها الناس، في كثير من الأحيان، بسبب انشغالهم بما يحدث حولهم، بعيدا عن ما يحدث بداوخل نفوسهم. وانقطاع التواصل بين عقولهم وقلوبهم، وانفصال أرواحهم عن أجسادهم، المنهكة من الركض، وراء سراب العالم المادي، والتشتت الذهني بسبب التغيرات المتسارعة، والتضخم الحاصل في كل مجالات الحياة، وتعقيدها. مما أدى لفقدان في القدرة على التركيز على شيء واحد من الأشياء الصغيرة، وانعدام في الرؤية، وضبابية في الأفكار، وشح في مصادر الإلهام، الذي يكمن في أصغر التفاصيل. والذي يأتي حين يتوقف الإنسان عن التفكير عن ما خارج نطاق اللحظة الراهنة، ويبدأ بالعمل. ويتوجه بكل كله نحو ما يعمل عليه، بصدق وتركيز، ليحصل على قبس من نار.
ولا يحتاج الإنسان للإلهام كي يبدع في عمله، بل ليستمر بالإبداع. وهو يأخذ أكثر من شكل ولون، فقد يأتي الإلهام بهيأة صورة أو كلمة، أو حلم يقظة، وحتى في ذكرى قديمة، ليكمل ما نقص من عمل الإنسان، ويضفي عليه صفة اللانهائية، والتجدد والاستمرارية. وهو يأتي حين تتلاشى الحدود التي تفصل ما بداخل النفس البشرية، والعالم الخارجي، في تلك اللحظة التي يتحول فيها الزمن من خط مستقيم، إلى مجموعة من نقاط التحول. مثل شرارات تذيب العتمة في بريق ضوئها الباهر.
فالإلهام هو القدرة على تخفيف الحزن، وزيادة الشعور بالفرح. عبر تحقيق التناغم بين العقل والقلب. والانسجام بين الجسد والروح. والتواصل مع الكون الشاسع.
رائع.
الحلم لن ينتهي الأمل لن يختفي الحياة نابضه الشروق باذق النجوم ساطع .
نحيى للحلم ونموت من أجله.