سليمان كلوتي- كاتب وإعلامي
تشاد
” أشجار النيم هي بمنزلة المأمن الحر الذي يهرب منه الكثيرون، حيث يسميه البعض ( ظل الصابرين ) الذين فقدوا الأمل حين طال انتظارهم لرؤية الضوء في آخر النفق، عاطلون، بعضهم يختار الهجرة والهروب والبعض الآخر يموت بين الأيام هكذا. (ص8) ” ” لن تموت في هذه المدينة ولكن تموت فيك أشياء كثيرة وأنت على قيد الحياة ” .
افتتحت الرواية بمقدمة جميلة جدا كأنها ديباجة لفيلم هندي، وكأنما يُظهر شخوص الرواية، والمشاهد والأحداث .
- لم أبتلع ما حدث بين الابتدائية والجامعة، شعرت وكأن هناك سباق بين الأحداث ( ص:36 ).
وفي المنتصف خلت أن أُضيَّع بين السطور، ماذا عن حليمة؟ وهل عاد عمر من دوالا؟ لكن الخاتمة، ما أروعها!.
لغة عصرية سهلة سلسلة، وواضحة في متناول الجميع كالماء، يقطر على المساوئ التي بالتأكيد يعيشها الآدمي في هذه البلاد ( تشاد ) وفي اعتقادي أنها عصا توكأ عليها لرسم هذه المشاهد المبهرة، وعندما تتأمل ما بين السطور تجد نفسك أنت البطل، أو شخص ما تعرفه.
مشاهد قوية تحاكي شوارع انجمينا، وظل الصابرين وفقدان آمال الشباب، العيش في سآمة وضجر، حياة الجونقو ( المشردين )وما يمارسونها من جرائمهم وفواحش… كبرياء الفتاة التشادية، نكران الفتى التشادي.
الحبكة ورسم الأبطال بعيدة عن الفانتازيا، وهي ما تشعرك بأن الانتقال من حدث إلى آخر فيه شيء من – التعجيل – والتسرع – ، انتهت قصة حسن مع سفره إلى تركيا، الحاج موسى من دراجة ( قران كينغ ) إلى السيارة الفارهة!… لم أستسغ بعض المشاهد التي تُكمل الحبكة، أحسست بأن الكاتب رغم ما سطره من المآسي التي تهلك آمال الشباب، إلا أنه يهرب من إتمام بعض المشاهد، ربما لأن لا يعيش أحد أكثر من هذه حتى يستسلم للواقع.
لكن في رسم شخصية حليمة، آه كم هي أنيقة في حديثها، وراقية في أسلوبها في مشهد عمر وحليمة حينما التقيا وهو حسير على أيامه الماضية، خيل لي كما لو أنني أنا الملام: ” تركتك ! جئتَ تعترف لي بالحب الآن بعد أن تزوجت؟ كنت أبكم حتى ونطقت الآن أم ماذا؟ كل الفرص كانت أمامك، صداقتك بأخي وأهلي يعلمون أنك شخص جيد، أنت من ضيعت كل الفرص يا عزيزي، فلا تلق باللوم على الأقدار(ص122)”
وعمر الذي كان يحارب الملل بالجلوس تحت شجرة النيم وتدخين السيجارة لم يستسلم لكل هذا، بل أقسم ألا يعود إليها إلا وهو ناجح يفتخر به الجميع، إنه الرجل التشادي حين تدندن له المرأة ” أعدك يا حليمة بأن أنجح وأشق الصعاب لأجلي، وأعتني بنفسي التي خذلتها، فلم يعد هناك متسع من الوقت للتراخي أو الكسل “.
خاتمة ممتعة جدا تسدل الستار بديباجة تلخص أكثر ما تريد معرفته بين السطور مثل موت الشرير في الأفلام.
لقد أعجبني هذه الرواية وأريد أن اقرأه كاملا . هلا تفضلت الي بأن تدلني اين أجده ..
شكرا لك يأيها الكاتب والراوي
مقدمة ممتع للغاية اتمنى لك الكثير من الرقي والتقدم
ما أروع هذه الكتابه وطريقه السرد الواضح الممتع كما معزوفات الموسيقار .حافظ الجميل علية رحمة الله .
تلخيص بليغ و مشوق لقراءة هذه الرواية, اخوكم من السودان الدولة التي لا تختلف عن تشاد الى في الجغرافية و لكن في تكوينها و نمط حياتها و حتى في اساليب الشقاء التي نعيشها لا نختلف كثيرا فكلنا متنا احياءا في بلداننا و هجرناها و لكن لم تهجرنا هي بكل ذكرياتها الباءسة التي نقاتل كل يوم للتملص منها و لكن نكتشف كل مرة ان هذا عمرا من الشقاء الذي اصبح جينيا جزءا منا و حتى ان بعض علامات الشقاء طبعت فينا على شاكلة جرح غائر بسبب (فلقة)و التي تعني ان يقذفك طفلا ما بحجر فيصيب رأسك , المدهش في الامر انا هذا الامر ليس بسبب مشكلة قد يكون مجرد مزاح و لم كانت سبل المراح و المزاح عندنا مضطربة الى هذا الحد المؤلم ………. الكثير مما في الخاطر ليقال و لكني اريد حقا قراءة هذا الرواية فكيف لي بها ؟ التكترونيا كيف يمكنني الحصول عليها لاني في بلاد النهر الاصر بعيد جدا عن عالمنا الافريقي الجميل