سنوسي محمد علي – طالب جامعي
السعودية
إن شروق الشمس في أمريكا وأروبا وآسيا مثل الشروقِ لدى إفريقيا، فاليوم 24 ساعة والشهر 30يوما، والسنة 12 شهرا، باستثناء الاختلاف الطفيف الذي يكون نتيجة عوامل فيزيائية سواء مناخية أوغيرها.
إذا ما الغريب في الأمر؟ الغريب في الأمر هو كيفية التعامل مع هذه المدة الزمنية بدءاً من اليوم الذي مخرجاته عند الإنسان الأروبي والأمريكي مختلفة تماما مقارنة بمخرجاته عند الإفريقي الذي اختلط له ماضيه بحاضره، ودنياه بآخرته، فلا قرأ الماضي ليتجنب عواقب الحاضر، ولا حلل الواقع ليستشرف المستقبل.
إنني أقلب صفحات تاريخنا التشادي فلا أجده إلا مرويا من قبل رحالتين أجنبيين (ابن عمر التونسي،وناشتقال) اللذان كانا لهما السبق في الكتابة، ولولا هما لما عرفنا شيئا عن حقبة ما بعد القرن الثامن عشر إلى التاسع عشر، ويا للأسف حيال ذلك، فالشكر لهما على أنهما ضمنا لنا تاريخ قرن واحد.
لكن ماذا عن حقبة ما بعد القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين؟ إن هذه المدة الزمنية كانت بالإمكان بناء عقولٍ تشادية إن كان ثمة استثمارٌ للوقت والعقل!لكن مباغتة الاستعمار كان له الأثر البالغ في طريقة تفكير تشاديو ما بعد القرن التاسع عشر إلى وقتنا الحاضر، و إن لم نسعف أنفسنا بتنويع المصادر وتحليل الحاضر في تأثيره ومخرجاته فسوف يظل التفكير المختلط بالموروث الاستعماري هو السائد، بدأ بالفساد الإداري انتهاء بالفساد التعليمي الذي نتيجته فقر في التفكير وفقر في الموارد!
إنني وبحسب مخالطتي لكثير من الجنسيات أروربية آسيوية إفريقية أستطيع أن أقول أن الفارق الوحيد بين الشعوب المتقدمة والشعوب المتأخرة شيء واحد، هو التفكير، نعم طريقة التفكير هي التي تحددُ مصير الإنسان، تعامله مع محيطه واقعه ومجتمعه، ومن ثم يأتي العمل الذي هو ناتجٌ عن نوعية التفكير والذي يتمثل في تحسين شئون حياته اجتماعيًا واقتصاديا تعليميا.