ديسمبر
03
ديسمبر بداية النهاية

في ديسمبر، تودع ما كان بالأمس، وتستقبل القادم بكل ما يحمله لك من آمال وتحديات. تتعاقب الأيام بلا انقطاع، وليس لديك الخيار في إيقافها، لكن تُتاح لك فرصة جديدة لإعادة تقييم حياتك، والصدق مع نفسك، والمراجعة، والتخطيط. أجلس مع نفسك لتراجع أعمالك وأهدافك المحققة، وقيّم الإيجابيات والسلبيات، لتكتشف مواطن ضعفك والعقبات التي واجهتك، وتضع لها […]

ديسمبر
02
دين الوطن واجب سداده

ديـــن الوطــــــــن واجـــــب ســــداده أسدل الغسق عباءته على مقرن النيلين، و هبت نسمة باردة، فتوارى قرص الشمس وراء المباني المحيطة بذلك البرج المسمى ببرج( كورينثيا ). راحت أصابع النسمات الممزوجة ببخار النيل كالعبق في روعتها تخفف من الحرارة، التى لفحت المدينة في ساعات النهار. تحرك ذلك الرجل الأصلع و يبدو أنه في العقد الخامس من […]

نوفمبر
30
السلام والتعايش السلمي في ظل ذاكرة سياسيّة شوّهت الحياة الاجتماعية

السلام والتعايش السلمي في ظل ذاكرة سياسيّة شوّهت الحياة الاجتماعية تُعَدُّ قضية السلام والتعايش السلمي من أهم القضايا التي تواجه المجتمعات المعاصرة، خاصة في ظل ذاكرة سياسية مشوهة أثرت سلبًا على الحياة الاجتماعية والوجدان الجمعي. إن التشوّهات السياسية التي شهدتها العديد من الدول أدت إلى تفكك النسيج الاجتماعي وخلق بيئات من التوتر والصراع، مما يستدعي […]

نوفمبر
28
بطن الحوت

مطعمٌ على شاطئ البحر، أزرقُ اللون، بني بالخشبٍ، صممَ على شكل حوت، مهيب كما لو أنهُ حوتٌ ينبض بالحياة،  قادتني قدماي إليهِ، متبعةً أوامر بطني التي لا تخافُ سوى من الجوع؛ فالجوع إذا ازداد قد  يؤدي إلى الهلاك، بينما الخوف  ليس سوى عائق يمكن تخطيهِ للنجاة. توقفت عند فم الحوت، الذي هو باب هذا المطعم، […]

نوفمبر
25
شعب مستعجل .. دين

“أسرع، أسرع.. شعب مستعجل!” هتف بها بائع البقالة بانزعاج من الزبائن الذين يطلبون طلباتهم مستعجلة. سمعتها عندما اقتربت من الزجاج الفاصل بين أغراض البقالة ومكان وقوف الزبائن،  دنوت منه، ماسكًا رأسي المتألم بالصداع بين راحتي يدي المرتجفة من المرض، لم أعِر أي اهتمام لأولئكَ الزبائن الذين سبقوني، صحت بصوت متحشرج: -“يا معين، هات لي خلطة […]

نوفمبر
15
أنت شريك في سموها وانحطاطا

عندما تلجأ إليك ابنتك أو أختك طلبًا للمساعدة في مواجهة مشكلة أو خطأ وقعت فيه، يجب أن يكون رد فعلك الأول هو الاستماع إليها بكل اهتمام. فقد تكون تعرضت لموقف صعب، سواء نتيجة غفلة منها أو استغلال من الآخرين، أو حتى مضايقة خارج إرادتها، في تلك اللحظة الحرجة، تحتاج إلى دعمك وتفهمك. إن الإنصات لها […]

نوفمبر
14
كيف يمكن للفسلفة أن تحسّن قراراتنا اليوميّة

بداية الفلسفة تجعلنا في موضع تفكير وتساؤل، ما الشيء المهم في حياتنا، أو الشيء الذي قد يضفي معنى على حياتنا؟ فثمّة قيم ومبادئ خاصة بك عليك أن تحددها وتحدد أولوياتك منها، لكن إذا كانت هذه القيم ضبابيّة سيكون اتخاذك للقرارات صعبا وعشوائيا وبعدم وجود قيم لديك لن يكون لحياتك معنى. بول سارتر كان يرى أنّ […]

نوفمبر
14
عن أسد الصحراء

للعرب قادة عظماء، كلما سمعت أو قرأت عن أحدهم، تستقيم على رجلك ثابتًا مندهشًا، وإجلالا كرجل عسكري في حضرة وصول القائد.كانت قيادة تؤمن بقضايا الوطن وحق الحرية للأرض والإنسان. الشيخ عمر المختار واحد من قادة العرب الكبار الذين واجهوا أعتى إمبراطورية أوروبيّة، في سن متأخر. قيادة لم تستسلم للعجز رغم شيخوختها، ولم تخف يوم التلاحم […]

شعيب الأحمدي- ناشط صحفي
#اليمن

هذه غزة المدينة التي لا تنام، الساعة الواحدة بعد منتصف القصف، تكبيرات النصر تعلو على مآذن المساجد والمدارس وأرصفة الشوارع الممزقة من الصواريخ، وراية مجد تتلألأ في سماء وجدان هذه المدينة التي لا تقهر.

منذ بدء الصباح يتسلل ضوء المQاومة في الأزقة الضيقة من تراكمات البنايات المهدمة، السماء تُقطر دمعًا والأرض تئن وجعًا، والشمس تمد بيديها المرتعشة لتصافح الشهداء، بأشعتها الممتدة بين الركام، تخرج أرواح الأطفال، النساء وهم مبتسمون في وجه الله الكريم، وينبت من دمائهم الزكية سنابل الحرية والنضال.

كم تبدو الشوارع موحشة، صباح ضبابي مليء بالدخان المتزاحم من القذائف والصواريخ، رُكام الحجارة تقطع “شارع عمر المختار” وسط المدينة، أمام بائع الزيتون، ونادل الكافيه يبعدها من كأس الذل ليقذف رأس العدو، من الباب بعد أن هُدم سماء الدكان الليلة الماضية.

دماء عطِرة تتساقط من جبين البراعم الصامدة أمام الدبابات، كم يبدو الموت هنا ضعيفًا رُغم حجمه الكبير، يمر من شارع إلى آخر، ومن حي إلى آخر بلا توقف كل يوم، في كل لحظة مباغته، يزور البيوت الفاخرة، الشوارع المترهلة، والمآذن المستقيمة في المساجد، يبحث عن الأطفال والشباب البررة، الرجال والنساء، والفتيات الجميلات، كأنه لا يعلم أنهم يتهجدون على بنادقهم وحِجارتهم من سِجِيل، أناء الليل وأطراف النهار.

دون أن يخاف منه أحد من هؤلاء المارّة على الأرصفة والباعة وأولئكَ المتجولون في ساحة سوق الزيتون في شارع المختار، يبدو بأنه شيئًا معتادًا وطبيعيًا، روتينيًا لحظيًا، لا يخشاه أحد من هؤلاء الناس.
يتلاعب معه الأطفال والشباب، يرقص مع الكبار، يزغرد مع الفتيات الحسناوات والنساء الصابرات، عندما يرحل يصافحه الجميع وهم يبتسمون في وجه الشهداء، ولسان حالهم يقول:
-نحنُ اللاحقون فداء بيت المقدس.

على قارعة أرض الزيتون يقفون صناديد المqاومة كالجبال، يقهرون العدو ببسالة الصمود، وطوفانهم العظيم يجرفُ كبرياء دباباتهم وصواريخهم.

By khalid

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *