مراهق في الحرب الأهلية التشادية 1982-1986
للكاتب/ إيساي توينقار
سعيد أبكر أحمد- كاتب
#قطر
طُبع الكتابُ باللغة الانجليزية في لندن، يحكي قصة مراهق تشادي من قرى الجنوب يتحدث عن المعاناة التي مر بها سكانُ الجنوب بعد وصول حسين حبري إلى السلطة عام ١٩٨٢ .
يبدو الكتاب جميلاً من لغته الانجليزية البديعة وتشبيهاته الفنية البليغة، وأسلوبه القصصي الفريد، وسرده الدقيق للتفاصيل الصغيرة في ضواحي مدينة دوبا، وقدرته على معايشة أبسط التفاصيل، واعتماده على ذاكرته في تدوين الملاحظات.
التحق مؤلف الكتاب بقوات الكوماندوز الخضراء التي تشكلت في إقليم لوغون الشرقي لمقاومة القوات المسلحة الشمالية عام ١٩٨٢ ، وأصبح من صفوة قياداتها بعدما ترك الدراسة وتنقل في القرى وعاش في الأدغال ليشهد مأساة سبتمبر الأسود، يكشف الكتابُ أسرار تعاون العقيد القذافي مع قادة التمرد في جنوب تشاد، وكيف أنه كان يقدم لهم الدعم العسكري عبر مطارات إفريقيا الوسطى والغابون، ولماذا فرط القادة الجنوبيين بالحقوق السياسية وتحالفوا مع حبري؟
وما هو الدور الذي قدَّمه إدريس ديبي أثناء تلك الحقبة؟
مؤلف الكتاب إيساي توينقار من مواليد ١٩٦٩ في قرية بودو جنوبي دوبا، تنقل بين سار ومندو وكمرا، حصل على شهادة الكفاءة الاعدادية عام ١٩٨٢ ثم انقطع عن الدراسة بسبب الأوضاع السياسية في جنوب تشاد، عاد إلى الدراسة أواخر الثمانينات وحاز على الشهادة الثانوية، عمل معلماً للمواد العلمية في ثانوية آدم دالا في مندو، حظي توينقار بمنحة دراسية إلى الجزائر فدرس الهندسة الميكانيكية وعاد ليعمل في شركة قطن تشاد عام ١٩٩٤.
حدث التحول الكبير في حياة توينقار بعد وصوله إلى الولايات المتحدة الأميركية عام ١٩٩٩ كلاجيء سياسي، ومن هناك شق طريقه في العمل الأكاديمي إذ تخرج في كلية الهندسة الالكترونية في جامعة نورثرن إيوا، وحصل على الماجستير في إدارة الهندسة الصناعية.
يشغل توينقار حاليا منصب كبير المهندسين في إدارة الطاقة المتجددة بمحافظة إيوا في الولايات المتحدة الاميركية، وهو أب لطفلين.
مقتطفات من الكتاب
عندما وصلت قوات حبري إلى قريتنا أمرونا جميعاً بالتوجه إلى مدخل القرية حيث تتبدى أشجار النيمُ الضخمة، ثم أخذوا حبالاً كانت في سيارتهم وربطونا من أعناقنا، كما تربط النعجة التي تساق إلى حتفها،
أمر قائدهم بطعننا وضربنا حتى الموت، شاهدتُ أطفالاً قُتلوا مع ذويهم، لقد نجوتُ من الموت بأعجوبة حتى أكتبَ هذه الحكاية المؤلمة وأنقلها إلى العالم.
مرت القوات المسلحة الشمالية بجانب كنسية القرية فوجدوا الراهب يقرأ بعض الترانيم رفقة النساك أضرموا عليهم النار، وجعلوهم يحترقون وهم يستمعون إلى توسلاتهم، لقد ربطوني بطريقة مشهورة في العرف التشادية تسمى ١٤ حتى أقر بأنني على صلة بقوات الكوماندوز الخضراء.
وصل الوفد المفاوض إلى القرية، جلسنا قبالة بعض، تردد الوفد الحكومي في افتتاح الجلسة، تحدث إدريس ديبي بصفته مبعوثا عسكرياً من حبري لمدة أربع دقائق، ثم طلب من حرسه أن يملئوا الطاولة المجاورة للمفاوضين بالشاي الأخضر والقهوة والسجائر الأميركية الفاخرة.
وعد حبري السيد جدينقار نقاردوم بأن يعينه في منصب وزير الداخلية اذا استطاع اقناع قوات الكوماندوز الخضراء من التصالح مع نظامه.
تمت عملية المصالحة الأولى بين قوات الكوماندوز الخضراء مع القوات المسلحة الشمالية عام ١٩٨٤ في قرية تدعى بودو وهي قريبة من مدينة دوبا.
قرأ في الجلسة الافتتاحية السيد جدينقار نقاردوم رسالة حبري قال الرئيس في رسالته للمعارضين: يؤسفني أن نصل إلى هذا المنحدر من التفرق والتمزق وإنني أعزي كل ما حدث بيننا منذ مطلع ١٩٨٠ إلى العقيد القذافي، إنه يريد تدمير تشاد بكل ما أوتي من إمكانيات هائلة وأموال طائلة
، وقد عاهدت نفسي ألا أسمح لهذا الإمبريالي الدكتاتور أن يؤثر على وحدة أراضينا وشعبنا التشادي، وما يؤلمُ أنه اتخذ مواطنيين تشاديين مثل قوكوني والشيخ ابن عمر مطيةً لتحقيق أهدافه التوسعية.
هل تعلمون لماذا يفعل القذافي كل ذلك؛ لكي يسوقنا كعبيد إلى ليبيا، ولن يتحقق ذلك إذا تصالحنا معاً.
إن الليبين أسوأ من الاستعمار وسيحكمونا بالشريعة الإسلامية إذا تمَّ لهم الأمر في تشاد، فلا تقبلوا معونات القذافي وابتعدوا عنه ما استطعتم.
اختلى ديبي لمدة ١٠ دقائق في مبنى سري مع العقيد كولنجار قائد قوات الكوماندوز الخضراء عام ١٩٨٤ وهما في طريقهما للاجتماع منعا السياسيين والعامة من اللحاق بهما أو حضور اللقاء السري بحجة حساسية المعلومات الأمنية، مضت ربع ساعة بالتحديد وقد أقنع ديبي كولنجار بتوقيع الاتفاقية فخرجا من المبنى باتجاه المفاوضين السياسيين وقالا : لقد سويناَ الوضع واتصلوا بحبري ليخبروه بذلك.
لم يكن حبري ممن يكتفي بتقرير واحد أثناء المفاوضات السياسية أو اللقاءات الرسمية، إنما يطلب من كل أعضاء الوفد كتابة تقرير مستقل وإرساله على حدة، وقد كان يعلق على التقارير بشكل مستقل.
يطلق سكان مدنية دوبا الدين يتحدثون لغة القور على الجد لقب كاكا.
يقول المؤلف بأن أبشة تقع في أقصى الشمال التشادي وهذا يدل على قصر في قراءة الخارطة التشادية. يظن سكان الجنوب أن الشمال جزء واحد على الرغم من أن أبشة تقع جهة الشرق
كلام حلو ومستفاد بارك الله فيك
CKXZUAbytiQogRSL
VDHOvtyREkhCG
BRndljfNKF
fpiYgCOStDuwkM
JBDAvpUgEYR
GbAwSPjplXuvoTe
SYGlxOhLUwvkN
pKMubwVZvzfC
rYImyjMZguFbAoNS
o0ynn6
GoRNpbwcTDH
oRGHPSaXhWfLgV
ypbakiKqZ
lEjRKHco
dkmBfSXuZRb
mysKAUZwL
ubYOEPqzfsQkM