حسن إبراهيم عيسى- طالب جامعي
#تشاد
ماهي مشكلتنا؟
صيغة هذا السؤال تؤجّج وجداني ، وتضرم النار في فؤادي، أتساءل أين هي مشكلتنا تحديداً؟ ولماذا على مدار ثلاثة وستون سنة والشعب التشادي لا يزال يتذيل الأمم، لم تتخلل أيامنا سوى القليل من الراحة.
غالباً ما نضل طريقنا نحو العيش الرّغد والحياة الكريمة، شعوبٌ حكم عليها أن تعيش حياة تعيسة تحت وطأة استعمار أبناء جلدتها
ماهي مشكلتنا؟
راوغني هذا السؤال كثيراً، هل يا ترى مشكلتنا هي مشكلة فكرية، تعليمية؟
في هذا السرد يستعصي علي أن أجيب على هذا السؤال، طالما أنني كلما طرحته ينحصر تفكيري إلى أصغر نقطة، لم تهدأ تلك الزوبعة التي كانت تزاحم أفكاري والتساؤلات التي تطرأ عليها، حتى وجدت شيئا من ضالتي عندما قلبت صفحات الأستاذ الجليل: محمد الهادي عبدالرحيم عندها أدركت أن هناك فجوة كبيرة بيني وبين ما أبحث عنه، في البدء تعجلت الحصول على أجوبتي لكنني كلما قرأت وأعدت القراءة أجد ثمة جزء يكشف الستار عن أسئلتي.
توقفت لبرهة عند فقرة من فقرات صفحاته التي لامست حروفها قلبي، قائلاً فيها:
“على مسار الأنظمة المتعاقبة في الحكم لم نجد الحاكم الوطني الذي جعل القبيلة والعشيرة في خدمة الوطن، وليس الوطن في خدمة القبيلة والعشيرة.
إن الشعار الوحيد المرفوع هو القبيلة بسط هيمنة هذه القبيلة وترسيخها، أو رفض تلك الهيمنة والسعي لإقامة نظام قبلي جديد، لم تعد المسألة الآن مسألة جيش وطني وثورة، وإنما مسألة قبائل يواجه بعضها البعض، الحاكم والمحكوم كل يقاتل بمليشياته القبلية من أجل الحكم والهيمنة على الآخرين.”
ثم تنحيت ناحية الكاتب آدم يوسف
لأقف عنده أيضا في بعض من الفقرات:
“الشعب التشادي يعيش جملة من الأزمات المتوالدة، تكاد تكون في كل شؤون الحياة.
الصراعات القبلية والخصومات الإثنية تبقى في تشاد أكثر اعتباراً من المبادئ السياسية، فالحرب تندلع بسبب الظلم والجور وطبيعة التركيبة القبلية مع المخلفات التاريخية.
دائماً نجد أن الهدف الحقيقي من الحرب ليس إقامة دولة عادلة، أو ضبط وضع الأرض والسكان، بقدر ما هو السيطرة على الثروات المحدودة والهيمنة القبلية.
القبائل الإفريقية تنظر إلى العادات والتقاليد والأعراف، والتحالفات القبلية، بنظرة أعلى من الدين والدستور والدولة نفسها.
القبيلة قد تستنفر للدفاع من أجل القبيلة، وتجد استجابة فورية، أما الاستنفار للدفاع عن الوطن فهذا يحتاج إلى تفكرّ”.
الآن وبعد كل هذا لم أحدد مشكلتنا بالضبط لكنني ألتقط الأجوبة من هنا وهناك، والباب مفتوح أمام كل قارئ و كاتب.
كما ذكرت سابقا يستعصي علي أن أجيب على هكذا أسئلة.
spcfst