سنوسي محمد علي- طالب جامعي
#السعودية
لو نظرتَ إلى كُلّ المشكلات التي يمر بها المجتمع، تجدها محكومة بعلةٍ واحدة-عدمُ الإحسان-بدأ بخلل الإحسان مع خالق هذا الكون ثم الإحسانُ في المعاملة مع الآخرين، فالإِحسان في العمل.
ولو أننا عرفنا خالق هذا الكونِ حق المعرفة، واتبعنا تشريعاتِه وتدبرنا قرآنه المُنزلُ؛ فتح اللهُ علينا بأن نفهمَ الدُّنيا فهما عميقًا، واستفدنا من الموارد التي بُسطت لنا، وأنجزنا أعمالنا التي نقوم بها بأحسن الوجوه.
لكن هيهات!
إن المجتمع يعيش في أسوأ الأحوال بسبب الجهل بالخالق، والجهل بموارد الأرض التي خلف فيها، بدءاً بالذين يقودون زمام أمره، انتهاء بمن بسط الله عليهم في الرزق، والأدهى والأمر أن العلماء والمثقفين ليسوا قادرين على إحداث تغيير بالمعنى المطلوب؛ لأن التغيير في هذه الحال أعمق من الكتابة أو الكلام؛فالأمر يحتاج إلى نزول في الميدان، دراسة معمقة، محاسبة النفوس، وأكثر من ذلك هو إتقان العمل لكل من يستلم مهمة من المهام.
إن التغيير ليس بالأمر السهل كما يظنه الكثير؛فهناك الكثير من العوامل لكي يبدل الله من حال مجتمع إلى آخر، وأولاها الاستكبار! نعم الاستكبار الذي يظنه البعض ثقافة ،ويظنه الآخر موضة يتقمصها بمجرد أن قبض حفنة من المال، أو نال منصبا بواسطة، فيستعلي به علي خلق الله؛ ليصبح لدينا أصحاب مال يتأذى بهم المجتمع بدلاً من خدمته له، لا يفرقون بين التبذير والعبادة، يذهب كل عام للعمرة وجاره قد يبيت جائعا، أو قريبا له لا يملك قوت يومٍ، وأصحابُ مناصب يُصعِّرون أخدادَهم للناس يذهبون إلى المكاتب فلا يعملون إلا لمصالحهم أومصالح أقربائهم.
وهكذا يتفاقم الكبر والغرور في نفوس هؤلاء على حساب أغلب المجتمع، فيزدادوا غنى مع غنائهم، ويزداد الآخرون فقرا مع فقرهم، وتتوفر الخدمات الحياتية للبعض، والبعض الآخر يبقى متحسرا.