علي شين محمد الدودو- طالب جامعي
#تشاد
في صروح العلم والمعرفة، حيث يتقاطع طلاب الجامعة مع تخوم الحياة العملية، حيث يبدو أمل المستقبل واضحًا كضوء الفجر الصادق.
تبرز ظواهر مختلفة تندرج تحت مظلة سلوكيات الطلاب، بعضها يثمر عن نجاح وانتاجية، وبعضها يودي إلى تصرفات سئية ونتائج عكسية تحتاج إلى تأمل وتقويم.
هناك من يأتي إلى الجامعة حاملين دوافع لا تتواءم مع هدفها الرئيسي – التعليم والتطور الذاتي.
يمكث هؤلاء في ساحات الجامعة وممراتها، متجاهلين صفوف المعرفة التي تُدرس خلف أبوابها، ومقلبين نظراتهم عن لوحات الدروس إلى وجهة أخرى مغايرة تمامًا، وهي مغازلة الطالبات.
يخسرون بذلك لحظات قيّمة يمكن قضاؤها في تحصيل العلم وبناء أساس متين لمستقبل واعد.
ثم إن ما يُعتبر لغزًا يستدعي التفكير هو تلك السلوكيات التي تتخذ مسارًا غير مُجدي، حيث يحاول البعض شراء العاطفة والحُب بتقديم المساعدات المادية، سلوك يبتعد كل البعد عن قيم الكرامة الإنسانية والنبل الأخلاقي.
فالمشاعر الحقيقية لا يمكن أن تُقيَّم بالمال ولا تُشترى بالهدايا، بل تُبنى على الاحترام والتفاهم وتقارب القيم والأفكار.
ولعل من أبرز المظاهر المثيرة للدهشة – وليس المستغربة – هو تحول الجامعة من فضاءٍ للتحصيل العلمي إلى مرتعٍ للتسكع وملاقاة الأصدقاء للطلاب الذين لا يجدون ذاتهم بدون إطار الحياة الجامعية.
يقضون أوقاتهم الطويلة بين الجدران الجامعية، وفي الساحات، بحيث تصبح الجامعة عندهم مكانًا أشبه بالإدمان أكثر منها مكانًا للتعلم والتقدم.
إن مواجهة هذه الظواهر تحتاج إلى تضافر جهود جماعية شاملة من أولياء الأمور، المعلمين، الطلاب أنفسهم، والمؤسسات التعليمية.
يتعين علينا جميعًا العمل على ترسيخ قيم التعليم والتركيز على أهمية الجامعة كمعقل للعلم والتطور، لا كساحة لتضييع الوقت.
وفي النهاية، يجب تذكير هؤلاء الطلاب بأن الجامعة فرصة ثمينة لبناء حياة مستقبلية ناجحة وليست مجرد بوابة لعلاقات عابرة.
إذ تتسم الحياة الجامعية بأرقى قيم التعاون والبناء الذهني والمعنوي؛ ولتكن تلك السنوات مساحةً لاكتساب المهارات والمعارف، لا ضياعها في متاهات لا تُثمر سوى الندم في الغد.