منى عبدالرحيم -كاتبة
#السودان
المدينة هادئة هذا المساء
كأن الجميع قد ماتوا.
الهدوء يعني الموت في مدن الحرب.
كل شيء ساكن عدا أصوات المدفعية
وحفيف النخلة وغناء الباعوض إن كان مايصدره غناء؟
محاولة النوم قسرا متناسية من شتموني والشمس في عز قوتها
ومن سألوني عن اسمي الحقيقي هل يملك الإنسان اسمان؟
متناسية من شتمني وأطلق الرصاص علي، أنا والصغير حيث كنا نبحث عن محل نبتاع منه طعمية.
هذا المساء كنت أنوي أن أدع لأحاسيسي.
الحبل على القارب لتأخذني إلى موانئ بعيدة كل البعد عن بحر واقعي هذا الذي علقت في منتصفه عندما كنت أستريح على مقربة منه أحتسي الصبر.
راودتني الأحلام متوارية خلف موجات البحر المتلاطمة تناديني فيصدر اسمي صدى مزعج، أسمعه في كل الأرجاء.
عبثاً أحاول النوم كمن لم يسمع ولم يرى ولم يشتم.
عبثاً أحاول النوم كمن ابتاع الطعمية للصغير.
عبثاً أحاول النوم كمن لم تكتحل عيناه برماد المعركة التي لم يكن طرفا فيها أصلا.
عبثاً..