محمد حسن بشير- كاتب
#السودان
خرجت ميمونة المشاطة من منزلها في منتصف النهار و الشمس في أوج حرارتها، تتوج قلب السماء بهالة ساطعة، حتى أنه لا يمكنك أن ترفع رأسك إلى أعلى، لتلقي بنظرة خاطفة نحو السماء، كل من في المدينة يناديها بلقب المشاطة مقترناً باسمها.
وتعتريها نشوة عارمة عند سماعها هذا اللقب يخرج من بين الشفاه. تستقبله بنهم و تجيب بكل مودة ( اهاا) في لذة و تغنج مبهم.
كانت تلحق اجتماعا للجارات في منزل( فريدة) لشرب القهوة و تبادل الأخبار و الشمارات كأنهن مراسلات في إحدى القنوات الإخبارية، يستحضرن الأخبار بالبخور الضارب وسط المجلس و بدقات البن. على إيقاع الزار، ورمي الودع و المشاط فيما بينهن، كساحرات أو كجوريات يطرزن الأحاديث، ويلفقن الأقاويل لتتماشى مع كوب القهوة.
امرأة في التاسعة و الثلاثين من العمر ، لديها قوام فارع و بنية جسدية عملاقه، جسد رياضي بامتياز، يكتسي بالشحم المتناسق، جسد يروض فيك ذلك الوحش الشبق و يشتهي أن يأخذ قضمة، كطفل متشبث رضيع يمارس عمله المعتاد.