عائشة عيسى طاهر- كاتبة
#تشاد
للعيش ساعات وللموت ساعة، لليسر لحظات وللعسر لحظة.
تأتي الكلمات خجولة جدًا عندما يتعلق الأمر بوصف تلك الليلة، تبدو الحروف خالية من المعنى عاجزة عن وصف هولها.
حيث نزل الموت فجأة بارزاً أنيابه، استيقظنا على أصوات غريبة وقوية إلى حد ما؛ تحطِّم هيئة هدوء الليل وتحل مكانها رعب وفزع، للوهلة الأولى تبدو كجلجلة الرعد، إلا أن السماء كانت صافية ولم تكن حبلى إلا من السحاب الجهام.
استبدت بنا المخاوف، وتتضَاءل منا المثابرة، ترنّحت الأرواح، وتمزقت القلوب.
دوي الصواريخ ومنظر النيران وهي تتصاعد مفزعة للغاية.
بدأ شعور الرعب ينتابنا والقلق يصطادنا.
صمتت كل الأصوات بداخلنا سوى صوت الموت.
لم يكن الموت صعبا لهذا الحد، ولكن! لم يكن انتظار الموت أقل صعوبة من مواجهته.
تنتشر القذائف والصواريخ وتمر على رؤوسنا تاركة ورائها رائحة غريبة، تدخل بثبات في جسم كائن ما فيقع وهو يحتضر
حقا للموت هيبة ووقار حتى الأطفال صمتوا ويحدقون بالكبار أملا منهم أن يجدوا لهم حلاً.
تذكر الجميع في تلك اللحظة ما يعيشه أهالي غ.زة.. الذين صمدوا أمام الرصاص الحي والقذائف طول عمرهم.
يولد الطفل من رحم الثبات فيكبر وليس في قلبه ذرة جبن..فيكبر وكأنه صخرة راسخة، لا تحركها الرياح العاتية، ولا تثنيها العقبات عن طريق الحرية والكرامة.
حقا المجد لهم