محمد حسن بشير- كاتب
#السودان
واصلت طريقها نحو المنزل تجر من خلفها آلاف الرغبات في السوق المحلي، تفوح منها رائحة مثيرة تداعب أنوف الرجال بغنج محلي، يتلفون إليها عنوة، و اشتهاء تناولها كوجبة سريرية دسمة.
هي وحيدة أمها و أبيها، عندما رزقا بها بعد فترة طويلة من زواجهما، سمتها أمها ميمونة، كانت جميلة بكل المقايس منذ صغرها، و عندما بلغت سن المراهقة و بدأت تضاريسها الأنثوية بالنفور، نحو التغير البيلوجي الجديد، أثارت انتباه رجال كبار في الدولة، و مراهقين يتغنون باسمها و يعزفون على أوتارهم الذكورية في لحظة خلواتهم. ليقذفوا أحلامهم الفاسدة في أي بقعة من هذة الأرض الطاهرة، كانت عصية برغم كل الاغراءات والتلميحات فلم يستطع أحد كسر جبروتها، أو تذوق طعم تفاحتها الحرام، مع أنها كانت لعوبة و متغنجة بالرجال فتلبسهم كخاتم على اصبعها، يحققون لها كل ما تتمنى، فقط كل ما عليها فعله كمقابل أن تطعم أعينهم بابتسامة حلوة المذاق من بعد، فلكل عزيز عزيز ولكل قلب بابه الخاص، باب السلام الذي يفتح دفتيه على الروح، ولكنها لم تستشعر موسيقى ذلك الإيقاع على بابها، فكانت و منذ صغرها ترقب بالزواج عن قصة حب خرافية، و من رجل ثري، بقيت حبيسة أحلامها، فالثراء و الحب لا يجتمعان، إما أن تحب وتموت فقيرا أو تصبح ثرياً ويتحول قلبك إلى صنم أخرص، لا يعجبها كل من قرع باب السلام ليقرأ على قلبها تعاويذ السلام، تريد أن تنتشل أسرتها من سوء أوضاعهم الاقتصادية، فتحلم بشكل معين للمنزل، بتصميم أوروبي، تحلم بأن تمتلك مشروعها الخاص، لأنها أيضا تعمل كخبيرة تجميل وتقوم بتجهيز العرسان في ليلة زفافهن التقليدي كامرأة عصامية، وتريد بعد زواجها من ذلك الرجل الثري، أن توسع من مجال عملها حتى يزيد معها دخلها الشخصي.
وهي على هذة الحالة منذ مراهقتها فلم تحب أحدا كما تحب النساء، وظلت ثابتة على مبادئها، كامرأة قوية صامدة في وجه الواقع المرير، تسترزق من لسانها تجبر النساء على دفع المال لتخبرهن بأحدث الشمارات( الأخبار ) خلف أبواب المنازل المواربة، في جلسات الجَبَنَة، بالإضافة إلى المشاط و الكوفير التقليدي.
كانت فريدة صاحبة اللمة السابقة، تقف قرب الباب بعد خروج النساء من دارها متناثرات على الطريق أمام منزلها بضحكاتهن و أحاديثهن التي لا حد لها.