ديسمبر
02
دين الوطن واجب سداده

ديـــن الوطــــــــن واجـــــب ســــداده أسدل الغسق عباءته على مقرن النيلين، و هبت نسمة باردة، فتوارى قرص الشمس وراء المباني المحيطة بذلك البرج المسمى ببرج( كورينثيا ). راحت أصابع النسمات الممزوجة ببخار النيل كالعبق في روعتها تخفف من الحرارة، التى لفحت المدينة في ساعات النهار. تحرك ذلك الرجل الأصلع و يبدو أنه في العقد الخامس من […]

نوفمبر
30
السلام والتعايش السلمي في ظل ذاكرة سياسيّة شوّهت الحياة الاجتماعية

السلام والتعايش السلمي في ظل ذاكرة سياسيّة شوّهت الحياة الاجتماعية تُعَدُّ قضية السلام والتعايش السلمي من أهم القضايا التي تواجه المجتمعات المعاصرة، خاصة في ظل ذاكرة سياسية مشوهة أثرت سلبًا على الحياة الاجتماعية والوجدان الجمعي. إن التشوّهات السياسية التي شهدتها العديد من الدول أدت إلى تفكك النسيج الاجتماعي وخلق بيئات من التوتر والصراع، مما يستدعي […]

نوفمبر
28
بطن الحوت

مطعمٌ على شاطئ البحر، أزرقُ اللون، بني بالخشبٍ، صممَ على شكل حوت، مهيب كما لو أنهُ حوتٌ ينبض بالحياة،  قادتني قدماي إليهِ، متبعةً أوامر بطني التي لا تخافُ سوى من الجوع؛ فالجوع إذا ازداد قد  يؤدي إلى الهلاك، بينما الخوف  ليس سوى عائق يمكن تخطيهِ للنجاة. توقفت عند فم الحوت، الذي هو باب هذا المطعم، […]

نوفمبر
25
شعب مستعجل .. دين

“أسرع، أسرع.. شعب مستعجل!” هتف بها بائع البقالة بانزعاج من الزبائن الذين يطلبون طلباتهم مستعجلة. سمعتها عندما اقتربت من الزجاج الفاصل بين أغراض البقالة ومكان وقوف الزبائن،  دنوت منه، ماسكًا رأسي المتألم بالصداع بين راحتي يدي المرتجفة من المرض، لم أعِر أي اهتمام لأولئكَ الزبائن الذين سبقوني، صحت بصوت متحشرج: -“يا معين، هات لي خلطة […]

نوفمبر
15
أنت شريك في سموها وانحطاطا

عندما تلجأ إليك ابنتك أو أختك طلبًا للمساعدة في مواجهة مشكلة أو خطأ وقعت فيه، يجب أن يكون رد فعلك الأول هو الاستماع إليها بكل اهتمام. فقد تكون تعرضت لموقف صعب، سواء نتيجة غفلة منها أو استغلال من الآخرين، أو حتى مضايقة خارج إرادتها، في تلك اللحظة الحرجة، تحتاج إلى دعمك وتفهمك. إن الإنصات لها […]

نوفمبر
14
كيف يمكن للفسلفة أن تحسّن قراراتنا اليوميّة

بداية الفلسفة تجعلنا في موضع تفكير وتساؤل، ما الشيء المهم في حياتنا، أو الشيء الذي قد يضفي معنى على حياتنا؟ فثمّة قيم ومبادئ خاصة بك عليك أن تحددها وتحدد أولوياتك منها، لكن إذا كانت هذه القيم ضبابيّة سيكون اتخاذك للقرارات صعبا وعشوائيا وبعدم وجود قيم لديك لن يكون لحياتك معنى. بول سارتر كان يرى أنّ […]

نوفمبر
14
عن أسد الصحراء

للعرب قادة عظماء، كلما سمعت أو قرأت عن أحدهم، تستقيم على رجلك ثابتًا مندهشًا، وإجلالا كرجل عسكري في حضرة وصول القائد.كانت قيادة تؤمن بقضايا الوطن وحق الحرية للأرض والإنسان. الشيخ عمر المختار واحد من قادة العرب الكبار الذين واجهوا أعتى إمبراطورية أوروبيّة، في سن متأخر. قيادة لم تستسلم للعجز رغم شيخوختها، ولم تخف يوم التلاحم […]

نوفمبر
07
والدك

يبدو غريبًا فلا تعرف نواياه، تتوه في دروب الحياة ثم تعود فلا تلقاه نفس الغريب الذي كان في زمانٍ غابر، يخطفه الملك فيصبح غريبًا في ذكرياتك، كما لو أنك لم تحيا معه سنين. «كان رجلاً جاهلاً ولم يتعلم أيّ شيء» تخيل نفسك أمام طفلك، اسأل نفسك من الآن ما الذي ستقدمه له؟لا أتحدث عن الملبس […]

1-ما تأثير بيئة القرية اليمنية على شخصيتك؟

أولاً، أنا أشكركم كثيرًا على هذه اللفتة الكريمة، وفتح المجال لي في التحدث معكم على المدونة، وممتن لـ تشادّ أرضًا وإنسانًا على اهتمامكم الوفير بالأدب اليمني، وأتمنى أن أكون ممثلًا لبلدي بالصورة التي تليق بها، كدولة حضارية عريقة.

يعد كل إنسان منا، ابن بيئته التي تكونه في بدايته الأولى وتصيره في حياته وترحاله المتغير في هذه الأرض، وأنا ابن بيئات مختلفة النظير، الريف سامع، حيثُ طفولتي، والعيش بتلك البيئة الجميلة والعادية أكسبتني بساطة في النفس، والروح النبيلة التي يكتسبها ابن القرية من الأرض التي تزرع سنابل الأمل في كل فصول حياته المختلفة.

رغم إحاطتي بقيود العادات والتقاليد القديمة، عِشتُ فيها حماس البدايات لكل أمر أحبه، متحديًا للواقع المحض والمصير المجهول الذي نعيشه الآن، والمدينة تعز، حيثُ شبابي ومراهقتي والنضوج وعيًا وفكرًا.

2-كيف كسبت الاهتمام بالإعلام والأدب؟

القراءة هي درع الفرد، ومصدر إلهامه، لا كاتب صحفي ولا إعلامي ولا روائي دون ذائقة أدبية، ومن القراءة اكتسبت القدرة على الفصل ما بين الإعلام كصحافة تقريرية خبرية، والأدب كقصص أدبية سردية مع الخيال، تقارب كبير من حيثُ الأفكار، لكن السردية تختلف، وهذه الظروف جعلتني أهتم بكلَّ منهما، في وقت مبكر.

لكل شيء في هذه الحياة إلهام، يجعلنا نهتم فيه، وهذا وضع الناس اليوم أكبر إلهامي للكتابة في الأدب، والوضع القاتم سياسيًا والأحداث المأساوية التي يعيشها الشعب جعلتني أكتب كل يوم عنها في الإعلام، لعل ذلك يكون مصدرًا مؤثرًا في نفوس أصحاب القرار إن وصل لهم، كل ما جائني الشغف لأي منهما أكتب كل شيء بضمير وإنسانية.

3-دخلت المدينة في زمن الحرب والانقسامات، هل ساهمت الظروف في وأد الروح الوطنية؟

أقول دائمًا بيقين ذاتي أنه يجب على كل إنسان في هذه الحياة أن يملك قضية وطنيّة وإنسانية في درجة أولى، حتى يعلم من هو؟ ولماذا خُلق؟ منذ طفولتي وأسرتي تعلمني هذا الشيء، وخلال هذه الحرب الملعونة، أخذت من المدينة أشياء وأعطيتها أشياء أخرى، عندما دخلت المدينة كانت مليئة بالدمار محاطة بالحصار الظالم من الخارج، والفوضى السياسيّة في الداخل، مع ذلك كان لتعز المدينة التي تسكنني قبل أن أسكنها، طباع المعلم الذي يُعلم بحب، حيثُ أحيت فيّ روح الانتماء للقضية الوطنيّة في مواجهات كل مشاريع التنكيل والظلام، التي حاربها الأجداد وواصلها الأحفاد اليوم.

4-إذا طلبنا منك تقسيم التاريخ اليمني المعاصر فإلى كم مرحلة تقسم؟

للتاريخ اليمني المعاصر ثلاث مراح، الأولى قبل ثورة الشباب السلمية 11 فبراير 2011م وهي المرحلة التي أتحد فيها اليمنيون والشباب في صفوفهم الأولى على رأي واحد، وخرجوا بمسيرات سلمية لحسم خيارات التحرر من التقزم السياسي، والظلم الاجتماعي والفقر الاقتصاديّ.

المرحلة الثانية بعد الثورة وهي المرحلة الانتقالية للدولة بطرق شرعية وانتخابية، التي أجمعت كل الأحزاب السياسيّة والمنظمات المجتمعية على وفاق مؤتمر الحوار الوطني الذي بدأ بهيئة دولة فدرالية جديدة.

المرحلة الثالثة هي بداية ما نحنُ فيه الآن، الانقـ ـلاب على الحكومة المعترف بها دوليا، لم يكن انقـ ـلابا على السياسة والحكم فقط بل لقد مثل الانقـ ـلاب على الأخلاق والإنسانية، وذلك حدث في 2014م من حينها والدولة الشرعية مختطفة من قبل الإماميّة.

5-ماهي مجالات الكتابة التي تهتم بها؟

أنا ما زالت صغيرًا، في بداية العشرينات، لم أصدر أي عمل “كتاب” من قبل، لكني أحب القصص كثيرًا وأراني فيها، كونها تشعرني بالتجدد روحيًا ونفسيا، بعد الانتهاء من الكتابة.

وتعد الكتابة بكل صنوفها الأدبية محل اهتمامي كقارئ يسعى لتطوير مهاراته في كتابة الرواية والقصة، ولأن الرواية بمخزون سردي طويل ما زلت لم أجازف فيها، لكن لأن القصة قصيرة أكتب بشكل دائم ولدي مخزون لا بأس به لم ينشر.
ومع كليهما أحاول الجمع بين الصحافة والأدب كون الأولى مهنة والأخرى أشعر أنني أعيش فيها أو الأصح تعيش في وجداني.

6-كيف تقيم الإعلام اليمني في فترة دراستك؟

لستُ متخصصًا في النقد لأن أقيّم الإعلام، لكني كطالب في هذا المجال، وشخص بدائي بالدخول إليه، سأتحدث بناءً عليه، أولًا علميا:
نحنُ الآن في القرن الواحد والعشرين في زمن التطور التكنولوجي الذي يطغى على كثير من نشاط الإنسان، إلا أن الحرب كانت عائقًا أمامنا ما زلنا ندرس المنهج القديم، الذي لا يوجد فيه شيئًا من الواقع اليوم.
ثانيًا عمليًا:
الإعلام اليمني متشظٍ قد ترى تارة أنه لا يملك قضية، ويعيش في تخبط كبير والصحافة الصفراء تغطي واقع من خيال المموّل، وتبعدنا دائمًا عن الحقيقة، وحزني الشديد أن أعيش في فوضى معلوماتية مغلوطة ومحرفة، مع هذا لا أقول أن الإعلام كامل بهذا الشكل، بل يوجد صحفيون يسردون كل يوم الحقائق في صفحاتهم، ويوثقون كل الأحداث للمستقبل.

7 ما هي طموحاتك في مجال الإعلام؟

مهمة الشاب أن يحلم ولا ييأس في ظل هذه الظروف العصية على عمره وحياته، وبما أن الإعلام سلطة البلاد الرابعة و مهنة المشقة كما يصفها الكثير، طموحي الأبدي أن أكون صحفيًا في صف الشعب ومع الشعب دائمًا وأبدًا، وأطور من نفسي بما يخدم قضيتي الوطنية.
ولأن الإعلام اليوم في كومة كبيرة من القلق والمعاناة من التكهن والاستبداد السياسي والطائفي، آمل من الله أن يثبتني على الحق الذي تربيت عليه وأن لا أسقط ذات يوم في يد سلطة مستبدة تسرق مني حريتي وإنسانيتي.

7-الرحالة جو حطاب كان في اليمن وفي مدينة تعز قبل أيام، كيف تقيّم العرض الذي قدمه عن مدينتك، هل كان مثالياً؟

للحقيقة لم أشاهد من قبل رحلة جو حطاب كاملًا، لكني شاهدته مرتين عندما قرأت السؤال، الجميل الذي لفت انتباهي كثيرًا أن الرحالة الأردني؛ ذكر الحصار الذي تعيشه تعز منذ بدأت الحرب في الوقت الذي كانت مليشيا الحوثي تظهر للعالم أنها تريد أن تفتح الحصار عن غـ ـزة، وهي تحاصر تعز.
كما أنه جدد عزيمة اهتمام الشعب، بعد أن ذكر أهمّ الأماكن التاريخية في المدينة كالأسواق الشعبية والمساجد والمتاحف والقلاع القديمة، والجبال المرتفعة، والمدارس الأثريّة، والبن اليمني الأصيل، والجُبن البلدي.
كان لجو حطاب نوعية فريدة ومختزلة في التحدث عن تعز المدينة التاريخية والعاصمة الثقافية للبلاد.

8-ما مدى اهتمام مجتمع المثقفين لديكم بالكُتّاب الصاعدين؟

خلال سنوات الحرب ظهر إبداع أدبي شبابي بشكل كبير، لكن لن ترى مؤسسة واحدة حكومية أو خاصة (للعلم لا يوجد كثيرًا خاصة في تعز) تهتم بما يكتب أو يقول، حتى أولئك الشباب الذين أصدرت لهم أعمال أغلبية الناس من الفئتين المثقّفة القديمة والجديدة أهتمت فيه، وقد يغيب في سراديب هذه الفوضى طموح وأحلام العديد من الشباب دون أن يراها أحد.

9-هل مدينة تعز خرجّت بعض الكتّاب؟

تعز ولاّدة للكتاب والمثقفين، كما أنها تعد العاصمة الثقافية لليمن، لكن هنا في هذه المنطقة الضيقة، يضيع كل شيء ويصبح هباء منثورا لم تدركه فئة المثقفين الكبار ولا السلطات.

10-هل لديك كلمة أخيرة؟

نحنُ بحاجة لأن نعيد ترتيب أولوية الثقافة إلى المشهد الذي أصبح يعاني من عبثية التفاهة والصحافة الصفراء، بالثقافة والاهتمام بفئة الكتاب، تبدأ حركة التحرر من الموروثات الوثنية الطا ئفية، من الخرافات التي تروجها الجماعات المتمردة.

أول ما انتصر فيه اليمنيون القدماء، كانت قصائد شعرية، وكتب فكرية، سطروها وأقاموا ثورة في 1948م على الإمامة، وعلى مر العصور التاريخية اليمنية، كان للأدب والثقافة دور فعال في التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفتاهما.

أدب #ثقافة #اليمن #إعلام #إمامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *